مشاهير

سيرين الحسنية ابعد من الابداع

جاد عبود

28-July-2022

سيرين الحسنية ابعد من الابداع

إنها أبعد من كونها مهندسة داخلية ناجحة ومبدعة في مجال عملها... فهي امرأة مؤثرة بالنسبة لمجموعة كبيرة من الفتيات والشبان من ابناء جيلها، بما حققته من نجاحات في فترة قياسية لا تتعدى الـ 9 سنوات، لتختارها جمعية السيدات القياديات Women Leaders Association WLA للانضمام الى صفوفها كمؤثرة وداعمة لحقوق المرأة ولطموحاتها. فقد استطاعت سيرين الحسنية وعلى الرغم من صغر سنها، وهي لا تزال في بداية حياتها المهنية، ان تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين أبرز المهندسين الداخليين اللبنانيين، وأثبتت ان المجال الذي لطالما كان حكراً على الرجال هو موطن ابداع للمرأة ايضاً. 

  

قصة نجاح وتميّز بدأت فصولها برفض المهندسة، خريجة الجامعة اللبنانية بتفوق، الانضمام الى قافلة الأدمغة المهاجرة، وأصرت على البقاء في لبنان، انطلاقاً من إيمانها بأننا ما زلنا كلبنانيين قادرون على النجاح في احلك الظروف وفي بلدنا. وضعت هدفها نصب عينيها، وسعت اليه بكثير من الجهد والمثابرة، لتحقق حلمها بأن تكون لها شركة هندسية ناجحة تزاحم كبريات الشركات في المنطقة، فأضحت مؤثرة وملهمة للكثيرات من الفتيات في بداية حياتهن المهنية، لتعكس صورة مشرقة عن المرأة اللبنانية، كقيادية ناجحة، وكسيدة جميلة وانيقة تضح بالحياة والطموح في الوقت نفسه. من هي سيرين الحسنية؟ وكيف استطاعت في سنوات قليلة ان تنسج اجمل المساحات الهندسية وتنفذ مشاريع ضخمة، لتصنع لنفسها اسماً لامعاً في عالم الهندسة الداخلية. 



ما الذي دفعك الى اختيار الهندسة الداخلية كاختصاص ولتشكّل حياة متكاملة ومترابطة بالنسبة لك؟

لقد كان شغفاً رافقني منذ ايام الطفولة، إذ كنت وما زلت أعشق كل ما يمت بصلة الى المنازل الجميلة والقصور الفخمة والأقمشة والسجاد. وكنت الى ذلك طموحة بشكل كبير، وقد كبر معي طموحي هذا بشكل اصبحت فيه اضع الهدف امامي واتمسك بأحلامي واعمل جاهدة الى ان تتحقّق. مذ كنت في المدرسة، وانا احب ان اعرف اشياء عن كل شيء، كنت أرى القصور والفيلات ذات الهندسة المتقنة وأتساءل في نفسي عن كيفية تنفيذ أدق تفاصيلها، فقررت، مذ ذاك الحين، ان أصبح Interior Architect وكان لي ما اردت.


وبعد دخولك الى عالم الهندسة الداخلية، الى اي مدى وجدت انه مطابق لما كنت تحلمين به؟

كنت أظن انه عالم محدود وأصغر بكثير مما كنت أتصوّر، ولكنه في الحقيقة عالم رائع ملىء بأنواع متعددة من الفنون والتفاصيل اللا متناهية... من الأعمال الخشبية ورسومات الأقمشة الى الأكسسوارات الفخمة والقطع الفنية التي تُحدث الفرق، كل الفرق.




اخبرينا عن بداياتك في هذا المجال وصولاً الى المكانة التي تشغلينها اليوم؟

درست في الجامعة اللبنانية المعروفة بمستوى برامجها الجامعية التي تضاهي كبريات الجامعات في العالم، ولاسيما في الهندسة بمختلف اختصاصاتها. وقد كنت من بين 40 طالبا اختارتهم ادارة الجامعة للانضمام الى كلية الهندسة من بين المئات من الذين تقدموا بطلباتهم وخضعوا لامتحان الدخول. وفي سنتي الدراسية الثانية شاركت في مشاريع تدريبية (stage) وفي السنة الثالثة بدأت بتولي مشاريع هندسية داخلية صغيرة. كما حصلت على شهادة الماستر، وكنت اتلقى كل الدعم من اساتذتي، ومن جهتي، كنت احرص على ان اتعلم منهم كل ما سيفيدني في حياتي المهنية. وكانوا ينصحونني بأن أؤسس لحياتي المهنية بالعمل كموظفة في شركة صغيرة وأن أتدرّج في مختلف الأقسام لأستقي ما أمكن من الخبرات وفي مختلف جوانب المهنة، ولكنني اصريت على ان تكون لي شركتي الخاصة وان ابدأ مسيرتي المهنية منها ومن خلالها.


ما وراء اصرارك هذا على ان تكون لك شركتك الخاصة، وما الذي يعني لك ان تكوني صاحبة شركة؟

ان اكون صاحبة شركة للهندسة الداخلية اي ان امتلك القوة وحرية القرار والابتكار وعدم التقيد بذوق او اسلوب شركة هندسية اكون مجبرة على العمل بموجبهما اذا ما كنت موظفة فيها. كما اني انتمي الى مواليد برج الاسد، ومواليد هذا البرج معروفين بكونهم قياديين واقوياء ولكنهم حساسون وحنونون الى اقصى درجة. وانا بطبعي اعشق ان اكون في مركز القوة والقرار.


وكيف استطعت ان تحققي النجاح لشركتك وكنت حينها قد تخرجت للتو من الجامعة، لتتمكّن اليوم من منافسة كبريات الشركات الهندسية المعروفة؟ 

لقد كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي. وقد بدأت بمشاريع صغيرة متسلحة بنصائح اساتذتي الذين علّمونا كيف يمكننا ان نعمل على تطوير ذواتنا والتعلم باستمرار من خبراتنا دون الحاجة الى الاعتماد على الآخرين، والضغوط الكبيرة التي كنا نخضع لها في الجامعة لتصميم مشاريع كبرى في اوقات قياسية، ساعدتني جدا في القدرة على تنفيذ الاعمال المطلوبة من شركتي في الوقت المطلوب وعلى اكمل وجه، من خلال ادارة صارمة ولكن متفهمة لفريق العمل وملتزمة بأوقات التسليم ايضاً. لم اكن اهتم حينها للربح المادي الذي سوف اجنيه من المشاريع الصغيرة التي كنت اعمل عليها، بل كنت أسعى لأن اترك بصمة خاصة في المشاريع التي تحمل توقيعي، لاتمكن بذلك من الفوز بأكبر عدد من المشاريع الهندسية، لأتوصل لأن أؤسس لعملي ولاسمي مكانة وسمعة مميزة تمكّنني بالتالي من الحصول على المشاريع التي اطمح اليها، وهذا ما حدث بالفعل. اعشق ان اكون منتجة لمساحات واماكن جميلة واعتبر كل مشروع افوز به بمثابة مولودي الجديد.


كيف تصفين نفسك كقيادية لفريق من المهندسين؟

جدية ومتطلبة الى ابعد الحدود، ولكني متفهمة لمشاكلهم وللمعوقات التي قد تواجههم. نتحاور كثيرا لنجد الحلول المناسبة لها. واعتبر نفسي صديقة للعديدين منهم، نخرج معا ونقضي اوقاتا ممتعة ولكن عندما تدق ساعة العمل تصبح الجدية سيدة الموقف. لا احب ان اكون مديرة boss، بل مؤثرة وملهمة لفريق عملي، من خلال اسلوبي في العمل والتواصل مع العملاء بشكل خاص. كما احرص على ان يكونوا مرتاحين في المكان الذي يعملون فيه، فأنا اؤمن ان الموظف اذا ما كان مرتاحاً في الشركة التي يعمل فيها، فسوف يعطي افضل ما لديه من جهد وابتكار، واذا ما تأمنت له مساحة من التقدير والحرية فسوف يبادل اصحاب العمل بولاء وجهد مضاعفين.




كيف تمكنت من اكتساب ثقة العملاء، وما الذي دفعهم الى اختيارك دونا عن مهندسين آخرين، لتصميم منازلهم؟

الخبرة التي راكمتها خلال السنوات القليلة الفائتة والتميّز في الاعمال التي قدمتها والتي شكلت ارشيفاً رائدا وجذاباً يتميز بالابتكار والذوق الرفيع، هذا فضلاً عن السمعة الطيبة التي بنيتها بكثير من المهنية والصدق والاحترام المتبادل.


الى اي مدى ساعدتك صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي الزاخرة بأجمل المساحات الهندسية، في التسويق لعملك وجذب المزيد من العملاء؟

لا يمكنني القول انها لم تكن داعمة لمسيرتي المهنية كما انها ساهمت في تعريف الناس بأعمال سيرين الحسنية، ولكنها ليست الاساس في جذب العملاء والمشاريع الكبرى. ففي الحقيقة، إن ما يجعل العملاء يثقون بي فيضعون بين ايدينا مهمة تصميم الهندسة الداخلية لمنازلهم التي قد تصل تكلفتها الى ملايين الدولارات، هي السمعة الجيدة بالدرجة الاولى، والتي تتأتى من رضى العملاء وسعادتهم بالنتائج النهائية. وللتصاميم المبتكرة والتنفيذ المتقن اهمية كبرى في جذب عملاء جدد، وهي الأسس والسمات التي نتميّز بها.  


كيف تمكنت من اثبات قدراتك كامرأة في مجال لطالما تصدر المهندسون الرجال مكان الريادة والتفوّق فيه؟

لقد واجهتني العديد من الصعوبات في هذا السياق، لا سيما في بداية حياتي المهنية عندما كنت اقوم بمشاريع صغيرة وكان المقاولون الرجال ما إن يرونني شابة صغيرة على ارض الورش، حتى يعمدون الى الاستخفاف بقدراتي، ولكني استطعت ان اثبت امكانياتي من خلال اظهار فهمي لمختلف التفاصيل ودرايتي بمختلف جوانبها. اما اليوم فقد اختلف الوضع بعد تسلمي لمشاريع ضخمة في اهم المنتجعات والمدن السكنية. كما ان المرأة اصبحت تميل أكثر الى اللجوء الى مهندسة امرأة لتصميم منزلها.




ما الذي يجعل برأيك المرأة تفضل اللجوء الى مهندسة شابة والى سيرين الحسنية تحديداً؟

ربما لان المرأة هي الاكثر قدرة على تفهم ومعرفة احتياجات ومتطلبات بنات جنسها. واظن ان ما يدفعهن الى التعامل معي بشكل خاص هو انني ادخل الى تفاصيل حياتهن اليومية بمختلف جوانبها، لأتمكن من تصميم منازل تشبههن وتحاكي متطلباتهن وأذواقهن بشكل خاص. 


كنت لا تزالين في الـ 23 من عمرك عندما دخلت الى جامعة الـ AUL كأستاذة محاضرة. ماذا تخبرينا عن هذه التجربة؟

لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، لا سيما لجهة الاسلوب الذي اعتمدته مع الطلاب. فقد كنت احاول ان امدهم بالأفكار والمعلومات الأساسية الهامة بشكل مبسط، بعيداً عن التعقيد والتطويل. كما ان صغر سني القريب من عمر طلابي جعلني اكثر قرباً وتفهماً لهواجسهم والموعقات التي يواجهونها في دراستهم. 


وما الذي جعلك تبتعدين عن التعليم رغم سعادتك بهذه التجربة؟

لقد كانت تجربة رائعة كما قلت، ولكنني كنت أحتاج الى طاقتي ووقتي كاملاً، للتركيز في عملي كمهندسة داخلية. 


ما هي شروط النجاح في الهندسة الداخلية برأيك؟

عليك أولاً ان تعرفي كيف تقولين كلمة "لا" للعميل ومتى تقولينها، فهنالك أمور لا يمكنك التنازل عنها لتنفيذ رغبات صاحب المنزل لا سيما اذا ما كانت ذات تأثير سلبي على الهندسة التقنية او إن كانت امور قد تعيق التحرّك براحة في المنزل الذي اعمل عليه. اما لجهة الألوان والذوق العام او النمط الهندسي فهي امور يقرّرها العميل، واذا ما كانت اختياراته هذه تؤثر سلبا، من وجهة نظري، على جمالية المكان، احاول اقناعه بدبلوماسية ولكني في الوقت نفسه اضع نفسي مكانه لأفهم متطلباته والأمور التي تريحه، ذوقه واحتياجاته. أدخل الى عالمه وأعمل على ايجاد حلول ترضيه وتحاكي في الوقت نفسه التصميم الهندسي الذي اعمل عليه.




ما هي السمات التي تتحلين بها والتي أسست لنجاح سيرين الحسنية؟

أولا، القدرة على التحاور مع العملاء لمعرفة أذواقهم وخصائص المنزل الذي يحلمون بالعيش فيه. ثم القدرة على فهم احتياجات أصحاب المنزل وايجاد التصميم الذي يناسب أسلوب حياتهم وخلق زوايا تمكّنهم من مزاولة المهنة أو الهواية التي يفضلونها، فضلا عن تصميم خزائن وزوايا تناسب مقتنياتهم. ثالثاً، القدرة على ابتكار افكار ومساحات متميزة بمختلف تفاصيلها، وأخيراً الادارة الجيدة والمترابطة لجوانب المشروع كافة ومقوماته.


ما هو النمط الهندسي الذي تعتمدينه ويميّز اعمالك؟

اختص بالـ Luxurious Interior Design وأحرص على متابعة كل جديد في عالم الهندسة الداخلية لأطعّم المنازل التي اعمل عليها بأحدث التقنيات التي من شأنها ان تؤمن حياة مريحة والكثير من الرفاهية لعملائنا. ولكنني اعمل ايضاً على تصاميم معاصرة غير مرتبطة بموضة معينة، ما يجعل المنزل يعيش طويلاً، ولا أحدّه بخطوط موضة قد تندثر بعد فترة وجيزة فيصبح المنزل معها old fashioned او منتهي الصلاحية. كما تتميز اعمالي بالرقي والفخامة والبساطة في الوقت نفسه، فقد اعمل على تصميم مفروشات تتسم بالبساطة الكلية لأضع شمعدان فخم يُحدث الفرق ويمنح المكان سمة الفخامة والرقي. كما احرص على ان تكون المساحات متجانسة، متصلة بتفاصيل تعبق بالأناقة والتميز. اعمل على كل غرفة او زاوية في المنزل وكأنها مشروع بذاته، كما على أدق التفاصيل من نوعية الخشب وصولاً الى الأقمشة والاكسسوارات وغيرها، ليبدو معها البيت متجانساً ومتناغماً في مختلف تفاصيله. فإن العميل عندما يرى منزله بعد الانتهاء من تصميمه وتنفيذه للمرة الأولى، يجذبه الشكل العام للمنزل ثم يبدأ بالتدقيق في التفاصيل، وقوة المهندس الداخلي هنا تكمن في ان يفوز عمله بإعجاب اصحاب المنزل من النظرة الأولى وأن يتضاعف هذا الاعجاب والرضى بعد اطلاعهم على أدق التفاصيل ومختلف زوايا المكان. وهو التحدي الذي اعمل عليه بأن افوز برضى زبائني من النظرة الأولى وصولاً الى أصغر تفصيل في المواد والتصميم.


نلاحظ عشقك للقطع الفنية التي غالباً ما نجدها في المنازل التي قمت بتصميمها. ماذا يعني لك الفن؟ 

أعشق الفنون بمختلف انواعها وأنماطها، وأعتبر ان الهندسة عمل فني بحد ذاته، فالفن ليس قطعة فنية وحسب بل انه مشهد وزاوية أيضاً، وقد يكون مقبض باب او تفصيل بسيط على قطعة قماش او على لوح خشبي. اما لجهة تطعيم الأماكن التي اعمل عليها بقطع فنية، فهذا صحيح ولكنني أحرص على ان تتماهى هذه القطع مع الأسلوب الهندسي العام لتأخذ من روحية المكان وتعطيه من روحها، فيتنفس المنزل فناً ورقيّ.


ما الذي يلهمك لتصميم أماكن مفعمة بالجمال والأناقة؟

صاحبة المنزل نفسها، شخصيتها واسلوب حياتها، والمنزل الذي تحلم به. كما تلهمني الطبيعة بنباتها وأزهارها وأدق تفاصيلها. وقبل كل شيء، سفراتي وحضوري لأهم المعارض العالمية التي تختص بالديكور والهندسة الداخية وكل ما يمت اليها بصلة. فأستقي منها احدث التطورات وتلهمني ابتكاراتها وتوجهاتها، فأترجم ما رأيت وأضيف اليها لمساتي وأسلوبي الخاص.




ما هي الصعوبات التي واجهتك في بداية حياتك المهنية؟

من اصعب الامور التي يمكنها ان تواجهك هو ان تقرري تأسيس شركتك الخاصة وأن تنظري في عيون المحيطين بك ولا ترين فيها انهم مؤمنون بقدرتك على النجاح في ذلك. حتى اقرب المقربين اليّ لم يلحظوا القوة التي اتمتع بها والتي أوصلتني الى ما انا عليه اليوم. فأردت ان أثبت للجميع قدراتي على النجاح في الخطوة التي قمت بها على الرغم من صغر سني ودون مساعدة من احد. فقد عرض عليّ والدي مكاتب يمتلكها لتكون مقراً لشركتي ولكني رفضت ذلك، وقمت باستجار مكتب وكنت أتكفل بكافة مصاريفه، ولم توقفني الضائقة المادية التي واجهتني في بداياتي وكنت اعمل بيدي، وأذكر جيداً انني قمت بنفسي بطليّ درج مكتبي وقد بدا حينها رائعاً بعد ان اضفت اليه لمستي الخاصة... وأخذت شركتي تكبر شيئا فشيئا واصبح لدينا فريقاً متكاملاً من أكفأ الموظفين والحرفيين.


هل انت راضية على ما وصلت اليه اليوم من مكانة ونجاح؟ 

راضية، ولكنها ليست سوى البداية. فإن طموحي كبير ومتشعب وما زال امامي الكثير لتحقيقه، وكمٌ من الافكار التي اطمح الى نفخ الحياة فيها.


من كان مشجعك الأكبر في بداياتك؟

والداي اللذان وقفا الى جانبي وآمنا بي وبقدراتي.


كيف وجدت التعامل مع المرأة الخليجية؟

المرأة الخليجية راقية وانيقة الى ابعد الحدود. واعتز بالثقة التي أولتني اياها صاحبة الفيللا التي اعمل عليها حاليا، إنه مشروعي الأول هناك، وأطمح لأن افتتح فرعاً لشركتي في احدى العواصم الخليجية.


تنافسين حاليا مجموعة من الشركات الهندسية الكبرى، وقد فزت مؤخراً بمشروع كان ينافسك عليه احد كبار المهندسين في لبنان. كيف تنظرين الى المنافسة، وهل تجدينها ضرورية للتقدّم في عملك؟

اجدها ضرورية، لا سيما في عالم الهندسة الداخلية تحديداً، فهي تمنحني المزيد من الزخم والاصرار على تطوير اعمالي لأفوز بالمشاريع التي اطمح اليها، ولكن من خلال منافسة شريفة يحكمها الصدق والشفافية والاحترام المتبادل.




هل انت ممن ينتقدون اعمالهم بهدف تقديم الأفضل في مشاريع مقبلة؟

صحيح، فغالباً ما اعود الى تصفح مشاريع قديمة ، لاكتشف كم تطوّر اسلوب عملنا بما فيه التصاميم المترابطة ودقة التنفيذ. وما زلت حتى اليوم اقول لنفسي، رغم رضاي على المنازل التي قمنا بتصميمها، انني بالتأكيد "قادرة على تقديم الأفضل".


كيف تطورين نفسك؟

عملائي جميعهم يسافرون باستمرار ويطلعون بشكل متواصل على احدث خطوط الموضة في الفنون والديكور وغيرها، وعليّ كمهندسة داخلية ان اواكب كل جديد في هذا العالم ولذا احرص باستمرار على تطوير نفسي من خلال الاطلاع على أحدث المجموعات الجديدة من الاكسسوارات والاقمشة وغيرها، الوافدة الينا من ميلانو وباريس وغيرها من عواصم الموضة في العالم. كما ألبي الدعوات كافة لحضور المعارض العالمية في مجال المفروشات والمواد الهندسية المختلفة. وقد عدت لتو من ميلانو حيث دًعيت لحضور معرض Salone Del Mobile الشهير فضلاً عن عروض لـ Fendi وLouis Vuitton دعيت إليها، لا سيما وان ماركات الموضة الشهيرة اصبحت تتجه بغالبيتها الى عالم الديكور واكسسوارات المنازل والأقمشة لتوقّع بيوتنا بكثير من الاناقة والرقي. وقد عدت الى لبنان محملة بأحدث توجهات الموضة لجهة الاقمشة والألوان وبمجموعة من القطع الفنية الرائعة.


انت من المهندسين القلائل الذين آثروا البقاء في لبنان، رغم الازمات الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها.

بالفعل، فانا اعشق بلدي واجده الاجمل والاكثر تميزاً بطبيعته وعشق اهله للاناقة والرفاهية. وعلى الرغم من الازمة الخانقة التي تعصف بنا، فقد اشترى الكثيرون من اللبنانيين المقيمين والمغتربين بيوتا جديدة، والمشاريع التي نفوز بها ما زالت في اضطراد مستمر.


في اي مرحلة من المراحل الهندسية تجدين نفسك اكثر؟

كل مرحلة تمتلك سحراً خاصاً بالنسبة لي، من الابحاث التي نقوم بها قبل البدء بالتصاميم مرورا بتنفيذ الاعمال الخشبية وغيرها وصولاً الى مرحلة التسليم التي اعتبرها الاحب الى قلبي، واجمل ما فيها عندما ترين سعادة اصحاب المنزل عندما يرونه بحلّته الجديدة وكما حلموا به ان يكون.


اخبرينا عن اختيارك من قبل جمعية السيدات القياديات Women Leaders Association WLA للانضمام الى صفوفها كمؤثرة وداعمة لحقوق المرأة ولطموحاتها؟

لقد اسعدني جداً اختيارهم لي للانضمام الى هذه الجمعية الرائعة، فلطالما رغبت في المساهمة في دعم المرأة في الحصول على حقوقها كاملة، لا سيما ان الشركات المملوكة من النساء في لبنان لا تتعدى الـ 5% فقط وهي نسبة ضئيلة جداً اذا ما قارناها بالقدرات التي تكتنزها المرأة اللبنانية. وجمعية WLA تعمل على دعم النساء لتحقيق ذواتهن وحثهن على انشاء اعمال خاصة بهن. كما يمكنني من خلال هذه الجمعية توسيع دائرة معارفي والاستفادة من خبراتهم. 


نجدك محاطة بالرفاهية من كل حدب وصوب، بدءاً من نمط عملك وصولاً الى اناقتك المترفة واسلوب حياتك، ماذا تعني لك الرفاهية؟

انها ليست امراً مادياً بل انها اسلوب حياة... اعشق الرفاهية واحب ان اعيشها بمختلف تفاصيلها وجوانبها لاكون قادرة على ان اضعها في المنازل والقصور التي أصممها. يجب ان تعيشي الرفاهية لتكوني قادرة على صياغتها في التفاصيل الهندسية. وليس من الضروري ان تسكني القصور لتعيشي الرفاهية، فهي ان تكوني محاطة بالجمال وبأساليب الراحة المطلقة، وان تكوني مميزة بملابسك ومنزلك ومقتنياتك وفي كل تفاصيل حياتك.




وماذا عن اناقتك والاسلوب المتميز الذي تعتميدينه في انتقاء ملابسك؟

اسلوبي في الملابس والاكسسوارات يشبه الى حد بعيد، اسلوبي في التصميم الهندسي. فكما في التصميمات الداخلية، اعتمد البساطة في انتقاء ملابسي لاضيف اليها لمستي الخاصة التي تمنحها نفحة من الفخامة والرقي قد تتمثل بقطعة من المجوهرات او بأكسسوار اشبه بقطعة فنية.


من هي سيرين بعيداً عن العمل والهندسة الداخلية، وكيف تمضين أوقاتك؟ 

هناك شخصيتان لسيرين، احداهما تحب قضاء ايام العطل مع العائلة وفي الطبيعة التي اهرع اليها لاستقي منها الطاقة والايجابية لاسبوع عمل جديد. والاخرى تعشق الحياة الاجتماعية المرفهة وتلبية الدعوات مع الأصدقاء والسفر الى اماكن رائعة تمدني بمعارف وخبرات جديدة.


ما الذي يحزنك؟

انا بطبعي معطاءة ويحزنني عندما لا يبادلني الاشخاص الاهتمام الذي امنحهم اياه. لذلك فإن اصدقائي المقربين قليلون، فمن الصعب ايجاد اصدقاء حقيقيين يسعدون لنجاحك ويبادلونك الاهتمام والمحبة الصادقة.


ماذا عن نصفك الآخر، وهل الطريق الى قلب سيرين صعب الى هذه الدرجة؟

ليس هناك من شروط تعجيزية للوصول الى قلبي، كل ما اريده من نصفي الآخر ان نمشي معاً جنباً الى جنب في حياتنا العائلية والمهنية، وأن لا أمشي امامه ولا خلفه بل الى جانبه، يداً بيد. منفتح ومثقف، يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، و بقدراتي ويسعد لنجاحي. 


الى اي مدي تجدين ان شخصيتك صعبة كامرأة تنتمي الى مواليد برج الاسد؟

لست صعبة طالما الاشخاص المقربين مني متفهمين لضغط العمل الكبير الذي اعيشه.


ما هو المشروع الحلم الذي لم تفوزي به بعد؟

احب ان اعمل للعائلات الاميرية في الخليج. انه حلم بالنسبة لي.


في اي عصر تودين لو كنت عشت فيه؟ وماذا تحبين ان تكوني؟

(ضاحكة): ملكة في عصر LOUIS XIV


ما الذي يجذبك في حياة الملكات؟

القوة التي تجعلك قادرة على العطاء وبلسمة جراح الكثيرين، فالعطاء ورسم ابتسامة على وجوه الآخرين يمنحك سعادة لا توصف.