مديحة رسلان

رئيسة جمعية السيدات القياديات WLA: "لقد حان الوقت لتثبتي فيه قدراتك وريادتك في قطاعات الانتاج"

غادة كلاس

19-May-2023

رئيسة جمعية السيدات القياديات WLA: "لقد حان الوقت لتثبتي فيه قدراتك وريادتك في قطاعات الانتاج"

سيدة ملهمة بمختلف تفاصيل شخصيتها الفذة، وافكارها، ونجاحاتها في عالم الاعمال.. ملهمة بفكرها المنفتح، ورائدة بانجازاتها وبارساء مفهوم جديد ليس للنجاح الفردي وحسب بل "للنجاح معاً" من خلال رئاستها لجمعية السيدات القياديات WLA، ومنصة Jazzmin التي انشأتها والتي اتاحت للكثيرات من سيدات الاعمال الللبنانيات، تسويق منتجاتهن محلياً وعربياً وفتحت امامهن ابوابا جديدة للاستثمار والنجاح... ولم تقف طموحات مديحة رسلان عند هذا الحد بل ما زالت تعمل جاهدة من خلال مؤتمر "انا لبنانية عربية" الذي تستعد بعد ايام لاطلاقه بدورته الثانية، على استقطاب رائدات عربيات وفرص استثمارية جديدة وتمويل لأعمال المرأة اللبنانية الرائدة في مجالها، لتساعدها على الخروج من كبوتها وتثبت للعالم انها لا تزال قادرة على العطاء والنجاح رغم الازمات التي تتخبط بها....

مديحة رسلان... سيدة راقية ومثقفة ومختلفة، ملهمة بكلامها كما هي ملهمة بأفعالها وانجازاتها...



اخبرينا اكثر عن WLA او جمعية النساء القياديات. كيف ولدت الفكرة وما هي أهدافها.

لم يكن تأسيسي للـ WLA، نابع من فراغ، فقد كنت ناشطة في الشأن العام الاقتصادي منذ العام 2009، فقد كنت نائب رئيس "الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز" لمدة 9 سنوات. في العام 2018، كنا حينها فقط 7 نساء بين 340 رجل في اجتماع للهيئات الاقتصادية، فطلبت من الرئيس سعد الحريري الكلام واشرت الى ان تمثيل النساء في قطاع الانتاج بـ 7 نساء فقط لهو مجحف بحق المرأة وبما تقوم بإنجازه، فوافقني الرأي، ويومها اقترح الرئيس محمد شقير تأسيس مجلس WLC (المجلس اللبناني للسيدات القياديات) ضمن اتحاد غرف التجارة والصناعة. ومنذ سنتين قمت بتسجيله كجمعية واصبح اسمها WLA او "النساء القياديات العربيات" ونحن نمثل المرأة بمختلف مجالات البيع بالتجزئة في التجارة والصناعة والسياحة والخدمات والتعليم وكل ما يدخل في اطار العمل الاقتصادي.

هدفنا اظهار قدرات المرأة في الاعمال والاقتصاد ومدى مساهمتها في التنمية الاقتصادية. نحن نعتبر ان على المرأة ان تظهر قوتها الاقتصادية ليكون لها صوت مسموع وفاعل.


من المجلس اللبناني WLC الى جمعية الـ WLA، ما الذي دفعك الى اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة والرائدة؟

كنت اقوم حينها بحملة I LOVE MYSELF لاخراج السيدات المحبطات من قوقعتهن من ارامل ومطلقات وغيرهن من اصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة، وذلك لاحثهن على ان يحببن انفسهن ودفعهن الى سوق العمل. من خلال هذه الحملة، طلبت من كل سيدة ان ترسل لي فيديو، تقول لي فيه كيف تحب نفسها ولماذا، واخذت كرة الثلج تكبر شيئاً فشيئاً، ليصلني اكثر من 170 فيديو، كما دعم الحملة كل من الرئيس سعد الحريري والوزير جان اوغاسبيان الذي كان وقتها وزيرا للمرأة، بأن ارسل كل واحد منهما فيديو، في يوم المرأة العالمي، يحفزان فيهما المرأة ويدفعانها الى الانجاز. ومن خلال هذه الفيديوهات، اكتشفت ان هناك كثيرات يشبهنني في آرائهن والعمل على اظهار قدرات المرأة الاقتصادية.

كنت اريد ان اخوض تحديا جديدا بعد 9 سنوات من العمل في تراخيص الامتياز، وهكذا قمت، منذ سنتين، بتسجيل الجمعية واخترت سيدة اعمال على رأس كل قطاع من القطاعات الانتاجية وفتحنا باب الانتساب. ومنذ ذاك الحين ونحن نعمل على الاستثمار وتمكين المرأة وتدريبها وخلق منصات تواصل مع نساء من مختلف الدول العربية تفتح امامهن آفاقاً ومشاريع جديدة في اعمالهن.


رئيسة الجمعية السيدة مديحة رسلان والسيد كارلوس غصن خلال الدورة السابقة





المؤتمر بدورته الاولى في "اكسبو دبي"





ما الذي يميزكم عن سواكم من الجمعيات الاقتصادية؟

ما يميزنا اننا لم نتشعب كثيرا في نطاق عملنا فنحن نركز على العمل الاقتصادي، كما اننا ديبلوماسيين، لا نلجأ الى الصراخ او العنف للمطالبة بحقوقنا، واذا ما اوصد بوجهنا باب نلجأ الى تغيير مسارنا او خطتنا لنفتح باب آخر.


بعد نجاح النسخة الأولى، تستعدون اليوم لاطلاق الدورة الثانية من مؤتمر "انا لبنانية عربية"، اخبرينا عنه وعن برنامجكم لهذه السنة.

الدورة الاولى اقمناها في الجناح اللبناني في "اكسبو دبي" وقد حقق المؤتمر نجاحاً كبيراً، بمشاركة شخصيات من دول عربية عدة. اما هذه السنة فقررنا ان ننظم الدورة الثانية من مؤتمر "انا لبنانية عربية" في لبنان، تحت غطاء اكبر بعنوان "Lebanon Edutainment Hub for Arab Women” جمعنا من خلاله التعليم والترفيه، علماً ان قطاع التعليم تساهم فيه المرأة اللبنانية بنسبة 90% بحسب البنك الدولي، اما القطاع السياحي فتمثل فيه 60%، وهما قطاعان اساسيان في الاقتصاد اللبناني. برنامجنا هذه السنة سيمتد على 3 ايام من 24 وحتى 26 من شهر مايو الجاري 2023. اليوم الاول اي في 24 مايو سيكون مخصصاً لمؤتمر "انا لبنانية عربية" في الـ Seaside Arena في بيروت ابتداءً من التاسعة صباحا، بمشاركة متحدثين اختصاصيين من لبنان ومن بعض الدول العربية. واليوم الثاني عبارة عن wellbeing day للسيدات العربيات المشاركات في المؤتمر، نصطحبهم خلاله في نزهة الى عدة اماكن في لبنان نتوقف خلالها في بوتيك JAZZMIN حيث ستستقبلهن خبيرة الموضة هاديا سنو، كما ستكون هناك محطة في "شاتو رويس" مع خبيرة الاتيكيت كارمن حجار، ومع خبيرة فن تنسيق المائدة "ماريا ابي نصر. كما سيتم اطلاق برنامج she leads الاكاديمي بالتعاون مع جامعة الروح القدس ويهدف الى تزويد سيدات الاعمال بمهارات وتقنيات جديدة، مع اهم الخبراء من مثال كارلوس غصن، ايلي خوري، عادل افيوني، جمانة زباني، وروجيه داروني، بمواضيع تهم المرأة الفاعلة، ليتم بعدها توزيع الشهادات على الخريجات في حفل العشاء الختامي في 26 مايو الجاري.


 ماذا عن برنامج المؤتمر؟

يتضمن المؤتمر ثلاث جلسات أولها عن الاعلام بمناسبة اعلان بيروت عاصمة للاعلام العربي، تتحدث فيها شخصيات اعلامية بارزة من مختلف الدول العربية من مثال ناديا الزعبي والمؤثر الدكتور خالد غطاس. اما الجلسة الثانية فبعنوان women in business وستكون عبارة عن قصص نجاح ملهمة لرائدات اعمال من الكويت والاردن وغيرها، والثالثة خصصت للسياحة، وسوف يتخلل هذه الجلسات مساحات للتلاقي بين السيدات للتعارف وتبادل الخبرات.




ما هدف WLA الرئيسي من خلق هذه المنصة وهذه الانشطة الهامة؟

نهدف الى تعزيز التعاون بيننا وايجاد فرص استثمارية جديدة. لقد اصرينا على ان تكون الدورة الثانية في لبنان لتشهد السيدات العربيات على ان المرأة اللبنانية لا تزال قادرة على العطاء والتميز رغم صعوبة الظروف التي تعيشها وكم ان دورها هام ومحوري في هذه الفترة بالذات. ومن خلال خلق هذه المنصة، نسعى الى جمع تبرعات ضخمة لتمويل اعمال السيدات اللبنانيات الرائدات بفكرهن وقدراتهن. وتشجيع المرأة على الاستثمار يسهم بشكل مباشر في ارتفاع الناتج القومي. واليوم هناك فرصة ذهبية للمرأة اللبنانية، فالجميع يعلم ان الناتج القومي المحلي قد تراجع بنسبة تفوق الـ 50%، وهي فرصة للمرأة لتثبت قدرتها على المساهمة وبشكل فعال في اعادة بناء الاقتصاد اللبناني بأفكار جديدة، لا سيما وانها تتمتع بمقاربات مختلفة ما يجعلها قادرة على تقديم اضافات هامة. فبالرغم من الازمة الاقتصادية الخانقة استطاعت المرأة ان تبني جسوراً وتكسر حدة الازمة بديبلوماسيتها وذكائها. لذلك نهدف الى تمكين المرأة الفاعلة ومساندتها وخلق منصة تواصل بينها وبين النساء القياديات في مختلف الدول العربية لتبادل الخبرات وخلق فرص عمل وتعاون.

ولذا تدعو جمعية السيدات القياديات، كل امرأة تطمح الى انشاء عمل خاص بها او ترغب بسماع قصص نجاح لسيدات ملهمات والاطلاع على احدث الدراسات، ان تتسجل لحضور المؤتمر عبر موقعنا التالي:

www.Wlalebanon.org

وادخال بياناتها ليصلها QR CODE تتمكن من خلاله من حضور المؤتمر.


ما الذي يميز المرأة برأيك في مجال ادارة الاعمال؟ واين تكمن قوتها؟

قوتها تكمن في سلاستها ودبلوماسيتها، فهي تتفهم احتياجات عملائها ولديها قدرة فائقة على تلبيتها. كما انها بطبيعتها مسالمة، وتجيد ارساء الحلول السلمية. ومن خلال خبرتي في العمل مع النساء، اكتشفت ان المرأة من السهل ان تتخذ قرارها في الامور الصعبة والكبيرة، لكنها تتردد في الامور البسيطة، اما الرجال فيترددون في اتخاذ القرارات الصعبة، وعلى عكس المرأة يستسهلون البت في التفاصيل الصغيرة. ولذا نحن نؤمن بأن المرأة والرجل في ميدان ادارة الاعمال يكملون بعضهم البعض ويتكاملون.


وراء كل ذلك تقف سيدة الاعمال الملهمة مديحة رسلان. اخبرينا عنك اكثر وكيف بدأت خطواتك الاولى في مجال البيع بالتجزئة؟

دخلت هذا المجال مذ كان عمري 22 سنة وتتلمذت لدى والدي رحمه الله. في العام 2002 كنت اعيش حينها في السعودية، طلبت من زوجي في عيد ميلادي وبدلا من المجوهرات ان يهديني مبلغاً صغيرا ابدأ به مشروعي الخاص. وبمبلغ صغير لا يتعدى الـ 5000 ريال سعودي بدأت العمل في مجال الاكسسوارات من خلال متجري Darlings Touch وكان اول عميل لي هوNichols Harvey في الرياض، وكنت من اشد المعجبين بتصاميمه... واخذت اعمالي تزدهر باضطراد وانتقلت بعدها الى بيروت واخذت اصنع اكسسوارات الموضة ودخلت اعمالي الى كبريات المجمعات التجارية الراقية. ولكن عندما غزت المنتجات الصينية الاسواق، ولاتمكن من الاستمرار والمواجهة، نقلت عمل Darlings Touch من مجال الاكسسوار الى متجر يضم اسلوب حياة متكامل، ولدينا اليوم 8 وكالات في لبنان والخارج. وخلال فترة كورونا افتتحنا online store، وقد نما عملنا في تلك الفترة بشكل كبير وكنا نوصل الطلبيات الى مختلف الدول العربية.


ماذا عن منصة Jazzmin التي ترأسين مجلس ادارتها؟

يعتبر Jazzmin اكبر منصة للتجزئة في العالم العربي، وهو متجر متعدد الاقسام ويضم اكثر من 130 سيدة من رائدات الاعمال يبعن منتجاتهن المتميزة ويصدرنها الى الخارج. يهدف هذا المتجر الى خلق فرص عمل لهن وايجاد استثمارات جديدة يتوسعن من خلالها في اعمالهن. ولدت فكرة Jazzmin بعد انفجار بيروت، ولم يكن هدفنا الربح بقدر ما كنا نريد ان نحقق النجاح سويا.. وقد نجحت هذه المنصة في خلق صلة وصل بين سيدات الاعمال والمستثمرين لتعم الفائدة الجميع وبالتالي على البلد ككل من خلال تحريك العجلة الاقتصادية. والمنافسة التي خلقتها المنصة بين السيدات لتحسين الآداء والمنتجات هي سر نجاح Jazzmin


من هي ملهمة مديحة رسلان؟

مارغريت تاتشر. كانت تعجبني كثيرا بثقتها العالية بقدراتها. لقد غيرت تاريخ انكلترا ورسمت سياستها واقتصادها في التاريخ الحديث.


ما هي حكمتك في الحياة؟

"السعادة هي عندما يكون ما تفكر به وما تقوله وما تفعله في تناغم تام" مقولة احبها جدا لغاندي... واحرص على العمل بها... فإذا ما قررت ان اقول شيئاً ما فأنا التزم بكلامي الى ابعد الحدود، كما اني اثق بقدراتي ولكنني اعرف حدودي جيدا ولا اقدم على امر الا اذا كنت واثقة، وعلى الرغم من صعوبته، انني سأنجح به.


ما الذي ينقص المرأة العربية برأيك لمزيد من النجاح؟

الجرأة والارادة، فبعض النساء يملكن ثقة عالية بالنفس لكنهن يفتقدن الجرأة لتخطي العوائق لتحقيق النجاح واظهار قدراتهن الدفينة .