انجي شيا : قهوة صباح الخير ، إحتفالية الصباح اليومية

ما أطيب قهوة الصباح . فكيف إذا كنت تحتسيها مع وجه مفعم بالحب والطاقة والفرح. مع فنانة شابة، رقيقة، سلسة الحديث تضجّ حيوية وإيجابية. تجمع في شخصيتها حماسة الشباب ورزانة الشيوخ وبراءة الأطفال. أطلت علينا من وراء الشاشة الصغيرة كمقدمة برامج فهي حائزة على ماجستير في الإعلام متأثرة بجو الأسرة إذ انها ابنة اعلاميين كبيرين.لكنها لم تتخلى عن شغفها الثاني وهو الغناء فهي اعتلت المسرح صغيرة وغنت لكبار الفنانين . دخلت عالم الغناء بخطوات ثابتة ومدروسة فقد تعاملت مع كبار الشعراء والملحنين مما جعل اغنياتها تحتل المراتب الأولى كلمة ولحنًا واداءً.انجي شيا استطاعت بذكائها أن تحاكي شباب عصرها دون ان تنحدر الى مستوى الفن الهابط وكيف لا وهي نشأت على أغاني الصبوحة والسيدة فيروز وغيرهما من عمالقة الزمن الجميل.

حدثينا عن أغنية "قهوة صباح الخير" التي ما زالت تتصدر الترند منذ إصدارها.

قهوة صباح الخير هي اكتر من مجرد اغنية انها حالة تعبير عن وجه الصباح المفعم بالحب والإيجابية والتماهي مع كل ما ينبض، وكأنها احتفالية الصباح اليومية وبالنسبة لكونها ترند فأنا أتمنى أن تصل لأكبر عدد ممكن من الناس وأن تنال إعجابهم.

 الكليب كان رائعا بكل المقاييس هلا اخبرتنا فكرة من هو وأين تم تصويره؟ وماذا تخبرينا عن كواليسه؟

الكليب فكرة وإخراج أخي المخرج أمير شيا وهو التعاون الثاني بيننا ، فقد استطاع أن يعالج الأغنية وتفاصيلها ببراعة وبساطة، باختياره للمكان المناسب للتصوير وهو بلدة معاصر الشوف اللي تعتبر إحدى أجمل قرى لبنان وهي أيضا مسقط رأس الوالدة . أما عن الكواليس فقد كانت بمثابة حفلة فرح وأجواء عائلية بامتياز.

كيف تصفين لنا تعاونك مع شركة الإنتاج؟

تعاوني مع شركة " يونيفرسال ميوزيك مينا" بدأ منذ سنوات ونحن نسير معا خطوة خطوة نحوالمستقبل بخطى ثابتة وأتمنّى دائماً أن نُقدّم مادّة فنيّة جميلة ونصل إلى قلوب الناس .

 لاحظنا تعاونك المتكرر مع الشاعرة سهام الشعشاع، الى اي مدى انت منحازة الى فكر وشعر سهام الشعشاع؟

التعاون مع الشاعرة القديرة سهام الشعشاع فرض نفسه نظراً للانسجام بين إحساسها وتفردها بالكلمة فهي لا تشبه أحدا ولا أحد يشبهها كما أنها تلامس إحساسي بشكل كبير.

 لقد دخلت الساحة الفنية بخطى ثابتة ومدروسة فقد تعاملت مع أسماء كبيرة من الشعراء والملحنين.من يساعدك في اختياراتك؟

بالنسبة لاختياراتي فأنا أتبع إحساسي أولاً خاصة عندما تحاكي الاغنية الواقع الذي نعيشه فأنا أستشعر بالأغنية من اللحظة الاولى التي أسمعها ولأتأكد أكثر من صوابية الاختيار أستشير أهلي وزوجي وبعض الأصدقاء المقربين.لا شك أن الصدق في المشاعر يوصل الأغنية من القلب الى القلب.

أنت تنحدرين من أسرة مثقفة فوالداك اعلاميان وانت بدورك تخصصت في هذا المجال وعملت في حقل الاعلام .أي لقب هو الأحب الى قلبك: لقب الإعلامية أو المغنية؟ وهل كونك إعلامية يساعدك في مسيرتك الفنية؟

بلا شك كوني ولدت في أسرة إعلامية لها تاريخها واحترافها في مجال الإعلام كان له دور بتوجيهي وبطبيعة الحال لقد تأثرت بهذا الجو كون الإنسان إبن بيئته ولابد أن يتماهى مع ذلك ولكن وبالتأكيد انا لم أستنسخ تجربة الأهل بل رسمت طريقي وحصلت على ماجستير في الإعلام وامتهنت هذا المجال. حيث انه كان لي محطات كثيرة في مجال تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية وكذلك التعليق الصوتي. أما بالنسبة لما أميل أكثر الإعلام أم الفن فكأنك تخيرينني بين عيني اليمنى وعيني اليسرى أو بين القلب والعقل وبطبيعة الحال المجالان مكملان وحاضنان لبعضهما البعض.

نود ان نبارك لك خطوة الزواج .ولكن ألا تتخوفين من ان تعيق مسؤوليات الزواج انطلاقتك الفنية؟

تزوجت من فترة قصيرة وانتقلت من مرحلة الى مرحلة جديدة وارتباطي كان نتيجة قرار مدروس. انا أشكر ربي لأني اخترت الانسان المناسب من كل النواحي بخاصة انه شخص واع وناضج ومثقف وداعم لمسيرتي وحريص على نجاحي ولن يشكل عقبة أمام طموحي بأي شكل من الأشكال بل سيكون شريك في ذلك.

كيف هي علاقتك مع مواقع التواصل الاجتماعي؟ وما رأيك بمشاركة الفنانين جمهورهم لتفاصيل حياتهم الشخصية؟

 من لا يهتم بمواقع التواصل الاجتماعي هو خارج الزمن ، فالسوشيال ميديا هي حياة العصر ولا يمكن أن نتجاهل هذا الأمر وبالنسبة لي فهو جزء من تخصصي وليس فقط حاجة، وبالنسبة لكيفية استخدامها فأنا لا أنحاز الى نشر الخصوصية والتفاصيل اليومية وأكتفي بنشرما يلزم. وفي الوقت نفسه، انا أعتبر المتابعين على صفحاتي بمثابة عائلتي الثانية التي أشاركها محطات الفرح والحزن مع الحفاظ على حد معين من الخصوصية.

 أغنياتك شبابية ومعاصرة ولكنها في الوقت نفسه تذكرنا بفن الزمن الجميل. بمن تأثرت من كبار الفنانين ؟

 الشباب هم نبض الحياة ومن يتجاهل هذه الشريحة كمن يغرد خارج السرب ويصرخ في غابة مهجورة، فمن عدم النباهة والذكاء الا نولي الشباب الأهمية االكبرى ، اما التأثر بفنّ الزمن الجميل فهو حالة طبيعية لأن الفن استمرارية ولا يمكن أن ننفصل عن الماضي من دون أن نبني عليه، تأثرت بالعديد من رموز الزمن الجميل وعلى رأس القائمة الفنانة الكبيرة الراحلة صباح والسيدة فيروز.

لقد برعت في عالم الاعلام وتميزت في الغناء فهل يمكن ان تخوضي غمار التمثيل أيضاً؟

 اعتبر أنني أخوض مجال التمثيل، فالكليبات الغنائية تعتمد بشكل كبير على قدرة الفنان التمثيلية حتى ينجح في إيصال الأغنية المصورة ويقنع الجمهور، أما خوض مجال التمثيل كمهنة مستقلة فهذا الأمر لا يمكن الحديث عنه في الوقت الراهن ولا يمكن الجزم بالقبول او بالرفض فكل شيء مرهون بوقته وظروفه. لكنني أحب أن أخوض تجارب فنية جديدة في شتى المجالات.

أخيرًا مع من تحبين أن تتناولي "قهوة صباح الخير"؟

اتناول قهوة صباح الخير بشكل عام مع كل من ينحاز للحياة والحب والفرح والانسانية والإيجابية والتفاؤل وكما تقول الأغنية مع من أحب أي بالطبع زوجي وطبعاً مع أصدقائي المقربين وأهلي والآن معكم خلال هذه المقابلة الجميلة.

عن قهوة صباح الخير:

الأغنية إيقاعية شبابية مفعمة بالإيجابية ويغلب عليها الطابع الشعبي.

فيها الحنين للحياة الطبيعية والقروية التي أفتقدها كثيراً وخاصة اني سافرت وتركت لبنان بعمر صغير…

الحب كان السر وراءأغنية "قهوة صباح الخير"…وبدأت فكرة الفيديو كليب من البيت مع أخي الكبير المخرج وسام ذبيان رحمه الله ثم بلورها ونفذها أخي الأصغر أمير شيا…إنها عمل عائلي مجبول بالحب..حتى والدي شارك بالتمثيل والإعداد.. أمّا عن موقع التصوير فكان في بلدة والدتي معاصر الشوف حيث لي فيها أجمل ذكريات الطفولة وهي تعتبر من أجمل القرى اللبنانية كما أنها تشتهر بوجود أكبر محمية أرز طبيعية في لبنان. …لقد شارك أهل البلدة في العمل من تمثيل أو تحضير أو تقديم الطعام لطاقم العمل . … من الممثلين الأساسيين الذين شاركوني بالتمثيل ماهر ريمان ووسيم فياض..للستايلست الموهوبة جداً ميرنا ريمان وبلدية الضيعة المفعمين بالحب والكرم والفرح لصاحب موقع "ڤنتاستك" إياد أبو عاصي الذي صورنا في منزله وفي "الفندق" وأيضا الشخص الذي شاركنا بالإعداد غسان فياض صاحب Atelier"البلاط العتيق" في الضيعة …

الفكرة هي عن فتاة نادلة تعمل في قهوة في الضيعة". تربطها علاقة مع "ابن الجيران" الذي يخطفها من عملها وباخدها في جولة في ارجاء الضيعة ليوزعا القهوة على أهل الضيعة لكن لم يجدا طريقة للتجول سوى بالركوب خلسة "بيك أب" أو سيارة لمزارع في الضيعة ذاتها. تُستكمل الأحداث على هذه السيارة التي يوزعون عليها القهوة لأهل الضيعة الذين بدورهم يركضون وراء السيارة إلى أن يكتشف المزارع أمرهم فيركن سيارته ويلحق بهم فيصلوا إلى الموقع الثالث للفيديو كليب…

وبالمناسبة اود أن أشكر فرقة "البيارق" وصاحبها نزار أبو ذياب الذين أضافوا جمالا وطاقة إيجابية للفيديو كليب. وطبعا لا أنسى ال “makeup artist” وجد الحلبي وال"hair stylist” بلال غنّام.