مشاهير

إيمان منصور

صوت بنقاء الكريستال وجمال منسوج بسحر الشرق

جاد عبود

14-September-2023

إيمان منصور

تتمتع بصوت رائع أشبه برنين الكريستال... نقي وساحر... وبجمال أخاذ معجون بسحر الشرق... إنها إيمان منصور، النجمة الواعدة في سماء الغناء والتي تمتلك من الثقافة والاصرار ما سيجعل النجاح حليفاً لها في مختلف اعمالها الفنية....

تجمع في شخصيتها ثقافات مجتمعات مختلفة أخذت من كل واحدة منها أجمل ما فيها... غنّت فأطربتنا... تحدثت فأمتعتنا بعمق افكارها رغم انها لا تزال في بداية العشرينات... وأقدمت بإصرار على تحقيق أحلامها، ودرست الموسيقى فأبدعت بأداء امتزجت فيه نغمات الزمن الجميل بنفحة معاصرة، لتحمل بصوتها لواء قضايا يعاني منها أبناء جيلها...

تعالوا معنا نتعرّف الى ايمان منصور... صاحبة الصوت الذي يجمع في طياته اكسير الشرق بروحية غربية.






تتمتعين بصوت رائع، كيف اكتشفت امتلاكك لهذه الموهبة المتميزة؟

نشأت في أسرة تعشق الفن بمختلف أنواعه، وتقدّره. مذ كنت طفلة، والموسيقى الحاضرة دوماً في منزلنا، شرقية وغربية، ترافقني في مختلف مراحل حياتي. كانت والدتي غالباً ما تستمع الى اغاني صباح وكان والدي من عشاق "باري وايت"، اما جدي ووالدتي فكانا يحبان أم كلثوم وبالطبع وردة ايضاً... انه لمزيج انتقائي بامتياز. أما انا فكنت أحب أفلام ديزني وأغاني الموسيقى التصويرية لفيلم "The Sound of Music" وأغنية "يانا يانا" لصباح، بالإضافة إلى الكثير من أغاني سيلين ديون. واذكر انه عندما كنت في السادسة من عمري، ابتاع احد اصدقائي جهاز "كاريوكي" ودعاني لنختبر هذه التجربة معاً، وما زلت أذكر الأغنية التي غنيتها، "Heal The World" لمايكل جاكسون. كانت المرة الأولى التي أغني فيها فعلياً... عندها شعرت بإحساس لم أختبره من قبل.... شعرت انني قادرة على التعبير عن نفسي بحرية من خلال الغناء، ومنذ تلك اللحظة علمت أنني أريد احتراف الغناء... وأخذت أتوسل أمي لكي تلحقني بمدرسة تختص بالموسيقى لأتعلم أصول الغناء.


كيف تمكنت من الالتحاق بمدرسة للموسيقى وكنت لا زلت في التاسعة من عمرك... الامر الذي لا يزال مرفوضاً لدى الاختصاصيين كونه يؤثر سلباً على الاحبال الصوتية في سن مبكرة؟

حاولت والدتي في البداية ان تلحقني بـ مدرسة غسان يمين العريقة، وبالفعل كان ردهم الاول بأني لا زلت في سن مبكرة وبأن دروس الفوكاليز لا تُعطى الا لمن تخطى الخامسة عشر من عمره وكنت حينها لا زلت في التاسعة. ولكن عندما سمعوا صوتي، قبلوا على الفور.. وقد حرصوا على إعطائي جدول دروس يناسب عمري آنذاك وكانوا حريصين على حماية أحبالي الصوتية من اي ضرر قد يلحق بها، مؤكدين لوالدتي، التي كانت خائفة على صوتي، بأن كل شيء سيكون على ما يرام.





كنت الطالبة الاصغر سناً لدى الخبيرة الموسيقية السيدة ميري.

لم تكن والدتي مقتنعة بخضوعي لدروس الغناء في سن مبكرة... فطلبت المشورة من "مدام ميري".... وفي لقائي الاول بها غنيت "كان عنا طاحون" للسيدة فيروز، ولن انسى نظرة الاعجاب في عينيها آنذاك، ولا زلت اذكر ما قالته لي: "صوتك ليس جميلاً وحسب بل انك تمتلكين خامة صوتية استثنائية وأذناً موسيقية"... وعلى الفور وافقت على ان تعلمني أصول الغناء وكنت آنذاك أصغر طالبة لديها، الا انها طلبت مني ألا أغني مطلقاً في البيت كي لا أُجهد أحبالي الصوتية. كما شاركت عندما كنت صغيرة في حفل "فيروزيات" للاستاذ طوني البايع، والذي نظمته مدرستي للصفوف الابتدائية. وقد طلب مني الاستاذ طوني حينها ان احفظ بعض الاغنيات للسيدة فيروز، ولكنني لم اكتفِ بالبعض منها بل قامت والدتي بتسجيل 17 أغنية على CD وحفظتها جميعها... وبقى ذاك الـ CD في سيارتنا لسنوات طويلة.


اخبرينا عن الاغنيتين الاولتين لك واللتين اطلقتهما مؤخراً

في عام 2021 ، أصدرت أول أغنية منفردة لي بعنوان "شو اشتقتلك" وهي مزيج من الثقافات الغربية والشرق أوسطية. كلمات الأغنية كتبها أحمد ماض وأضفت إليها لمستي الشخصية لجهة الكلمات باللغة الإنجليزية.... وهي من ألحان وليد عبد المسيح وتوزيع 360 ستوديوز. اما الاغنية الثانية فقد صدرت هذا العام بعنوان "لو حبيت"... الكلمات لـ أنطونيوس أيوب واللحن للدكتورة غادة شبير، المنتج الموسيقي غدي شرارة، اما التوزيع فلـ جورج قسيس.





لمَ هذا التأخير في إصدار عملك الثاني رغم النجاح الملفت الذي حققته أغنيتك الأولى؟

صحيح، هناك عامين كاملين بين الأغنية الاولى والثانية... فقد كنت أبحث عن أغنية تمتزج فيها الكلمات مع اللحن بشكل متجانس، كما أرغب في الحفاظ على المستوى نفسه في الابداع الموسيقي والالتزام به وبما رسمته لنفسي من خط سير يقوم على الجودة في الانتاج والابداع في مختلف مقومات العمل الفني، وقبل كل شيء، الغناء بشكل صحيح. فالاغنية الناجحة بنظري تقوم ليس فقط على اللحن والكلمات المعبرة بل على تقنيتها وآدائها ايضاً.. لذا، آمل ان استمر في اطلاق اغنيات ذات معانٍ عميقة تلامس القلوب، حتى وان اضطررت لاعادة احياء اغانٍ قديمة بأسلوب ايمان منصور الخاص.


بدأت مسيرتك الفنية بالغناء باللغة الاجنبية ثم انتقلت الى العربية لتمزجي بكثير من الروعة بين الكلمات والالحان الغربية والشرقية من خلال صوت متفرد يتأرجح بحرفية عالية بين تلك الانغام المتداخلة... كيف تمكنت من اطرابنا بهذا الشكل الرائع؟

اشكرك على هذا الاطراء. في الحقيقة، لقد بدأت بدراسة الغناء الشرقي لدى الدكتورة غادة شبير. في البداية، كان الامر صعباً لانني كنت قد انغمست في الغناء الغربي لجهة التقنية والأداء. ولقد تطلب الأمر مني بعض الوقت من اجل ان يتأقلم صوتي مع الانغام الشرقية وان يتماهى معها ومع تقنياتها المختلفة، كي اتمكن من المزج بحرفية بين الاسلوبين. بكل صدق، من خلال الغناء الشرقي، شعرت انني اكثر قرباً من ارضي، وعلى تماس مع اجدادي ومع تراثنا وتاريخنا العريق. استطيع القول انني عبارة عن مزيج بين ثقافتين نشأت وترعرعت في احضانها وبين نوعين مختلفين من الموسيقى


هل وجدت نفسك في هذا المزيج من الموسيقى؟

نعم، وقد احببته جداً. وجدت نفسي في النغمتين الشرقية والغربية ولا اتوقف عن التعبير عن نفسي من خلالهما. فعلى سبيل المثال قمت مؤخراً بتجديد أغنية قديمة واضفت اليها لمسة من الـ techno-pop.


هل لذلك علاقة بالمشاعر التي تمرين بها؟

بالطبع، فعندما أكون سعيدة، اميل الى الاستماع الى الاغاني اللاتينية او ذات الايقاع الافريقي. كما احب اغاني ويتني هيوستن حتى الحزينة منها، احب ببساطة الطاقة التي تخرج منها... وكوالدي احب ايضاً اغاني بيري وايت. وفي المقابل، عندما اكون حزينة، استمع الى اغاني شيرين عبد الوهاب وإيتا جايمس والالحان الكلاسيكية. في الحقيقة، الموسيقى تتمتع بخاصية مواكبتنا في مختلف المشاعر والاحاسيس التي نعيشها.


نعلم جيداً انك لم تعلني بعد في الصحافة عن عملك الجديد، ولكننا نعتز انك ستخصين "سبيسيال مدام فيغارو آرابيا" بمعلومات عن الاغنية التي ستطلقينها قريبا

حصريا لقراء "سبيسيال مدام فيغارو"، اود ان اخبركم انني بصدد اعادة اطلاق أغنية الاسطورة "وردة الجزائرية" "نار الغيرة" ولكن بأسلوب غنائي وتوزيع عصري. فإن وردة بالنسبة لي، هي إحدى اهم رموز تاريخ الموسيقى في الشرق الاوسط وافريقيا... يجب ان نعترف بأن الحاضر هو وليد الماضي الذي لا زلنا نتعلم منه بشكل مستمر... ولذا آمل ان أؤدي هذه الأغنية الرائعة على طريقتي بشكل تعجب الجيل الذي انتمي اليه...





ما سر عشقك لـ وردة تحديداً؟

وردة تحتل مكانة خاصة في قلبي. فأنا اظن ان لدينا اموراً كثيرة مشتركة. هي ايضاً بدأت الغناء بعمر صغير جداً كما انها مزجت بين الغناء الشرقي والغربي. اعشق طاقتها الغنائية واعمالها جميعها.





هل هذا يعني انك قد تطلقين اغانٍ اخرى من ارشيف وردة

آمل ذلك، ولكنه سيترافق مع اطلاق أغانٍ خاصة لي. اطمح لاعادة غناء مختلف الانماط الموسيقية والاغاني القديمة مع الحفاظ على هويتي الفنية.


قلت ان هذه الاغنية تشبهك.. كيف تتعامل ايمان مع "نيران" الغيرة وما هو مفهومك للغيرة.

الغيرة هي احدى المشاعر الاكثر شيوعاً والتي نشعر بها جميعنا في وقت من الاوقات. انه شعور يساعدنا على التطور وعلى فهم الاسباب الحقيقية لهذا الشعور الذي يشتعل في دواخلنا. لقد اردتها رسالة لأبناء جيلي الذين يعانون منها، بأن نيران الغيرة بإمكانها ايضاً ان تحرق من أضرمها... ولذا علينا ان نثق بأنفسنا وبتميز كل واحد منا عن الآخر... وألا نسمح لمشاعر الغيرة بأن تتملكنا كي لا نصل الى درجة الاحتراق.


ابناء جيلك متهمون بأنهم لا يعرفون الرضا وإنهم في تذمر مستمر.

أعتقد أن الرضا في وقتنا الحاضر اصبح اكثر ارتباطاً بشكلنا الخارجي وبالامور المادية... بينما في السابق، كان الناس يضعون طاقتهم بأكملها في اعمالهم ليحققوا انجازات ترضيهم. هذا لا يعني ان المظهر الخارجي والامور المادية غير مهمة... ولكن علينا الموازنة بينها وبين السعي وراء الانجاز الذي يتأتى منه الرضا الحقيقي والذي يدوم طويلاً.


أغنيتك "لو حبيت" تطرحين فيها قضية هامة جداً وهو الأذى الذي يتأتى من العلاقات السامة وما يتعرض له الكثيرون من تلاعب نفسي وعاطفي فضلاً عن التنمر والابتزاز لا سيما على صفحات التواصل الاجتماعي. وكنت رائدة في هذا الطرح. هل بطبيعتك تميلين الى الاغاني التي تحمل قضية اجتماعية في طياتها؟

أعرف الكثيرين من الذين تأذوا نفسياً بشكل عميق بفعل التلاعب بعواطفهم والتنمر الالكتروني والابتزاز. قبل تصوير الفيديو كليب مع And Beyond، قررنا التحدث عن هذه القضية، وكنت متحمسة جداً ان احمل لواءها، لأنني أدرك جيداً مدى الأثر النفسي السيء الذي يتركه التنمر والابتزاز في نفوس الاشخاص لا سيما ان كانوا من الشباب. ولذا قررنا اطلاق حملة "انتي بترسمي الحدود". لماذا نتوجه الى المرأة تحديداً؟ لأنها الأكثر عرضة لذلك كما انها بطبيعتها عاطفية وحساسة وتتأثر بذلك اكثر من الرجل. ولكن يهمني ان أوضح ان الحملة لم تستهدف النساء فقط بل كنا قد بدانا بتحدي "رسم الخط" من خلال تحديد العيون. وقد كانت ردود الفعل ايجابية جداً وقد شارك في هذا التحدي العديد من المؤثرين والممثلين والصحافيين.





ماذا تقولين للفتيات اللواتي يتعرضن لهذا النوع من التنمر والابتزاز العاطفي؟

أريد ان أقول لهم ألا يخافوا وما من أمر مخجل في التبليغ ومشاركة قصصهم ليحموا أخريات قد يتعرضن لأمر مشابه. انتن تحتجن الى التحدث عما تتعرضن له لتتمكن القوى الأمنية من مساعدتكن ولتساعدن انفسكن على اخراج هذا الكم من الاساءة والمشاعر السلبية من دواخلكن. ولقد تعاونا في هذا المجال مع قوى الأمن الداخلي التي تقدم خدمة بعنوان "بلّغ" على موقعها على الانترنت يمكن للفتيات والنساء او الرجال، من خلالها، مشاركة ما تعرضوا له من تحرش وغيره، فيساعدوا القوى الامنية في القاء القبض على المتحرشين وحماية أخريات من التعرض للاساءة نفسها. كما انهم بذلك يساعدون انفسهم على تخطي المشكلة نفسياً، فإن العديدين لا يزالون يتكتمون عن الأمر ما قد يؤدي بهم الى الانتحار. رسالتي لهن: هي ان الحلول دائما متوفرة وانهن لسن الوحيدات اللواتي يتعرضن لذلك... فلنواجههم معاً... ولنبلّغ لنحمي انفسنا والآخرين.


قلت أنك مزيج من ثقافتين نشأت وترعرعت في احضانهما. ماذا تقصدين بذلك؟

والدتي لبنانية عاشت وترعرعت في الولايات المتحدة الأميركية بعد اندلاع الحرب في لبنان، ووالدي فلسطيني من بيت لحم، من عشيرة "التراجمه"، التي حافظت على الصناعة الفنية الحرفية لعرق اللؤلو منذ أزمنة وحتى اليوم، والتي تعود الى أكثر من 600 عام، وقد متّنت عائلة والدي حركة تصدير هذا الفن الراقي بين بيت لحم وباريس.


اخبرينا اكثر عن عائلتك

جدي لوالدتي كان الشاعر المعروف كميل سعادة كما كان مرجعاً في اللغة العربية وناقداً لاذعا في صحيفة النهار ومجلة "الشعر"، وكان يعزف على العود والكمنجا. أما جدتي لوالدتي فكانت رسامة وممثلة، وقد اكتشفت موهبتها في الرسم في سن السبعين. وقد هاجرت والدتي مع اهلها الى اميركا بعد اندلاع الحرب اللبنانية.

أما جداي لوالدي، فكانا كاتبين أيضاً، ويقال ان جدي كان راقصاً ماهراً. منذ قديم الزمان، اشتهرت عائلة والدي بتجارة فن عرق اللؤلؤ مع فرنسا وأميركا، ومنذ العام 1865، أسسوا شركتهم الخاصة في باريس للاستيراد والتصدير، وهم يعملون في تصميم وصناعة التذكارات من عرق اللؤلؤ وخشب الزيتون في مصانعهم في بيت لحم في فلسطين، ليتم بعد ذلك تصديرها وبيعها الى العائلات الارستقراطية في اوروبا من خلال شركتهم في باريس. وكانوا قد رفضوا الجنسية الاردنية عام 1967، لذلك فإن جدي يعقوب منصور لا يحمل الا الجنسية الفرنسية، لذلك فأنا ايضاً لا احمل الا الجنسية الفرنسية على الرغم من كوني لبنانية فلسطينية.





هل يزعجك عدم حيازتك للباسبور اللبناني والفلسطيني؟

في البداية، نعم، فقد كان الفلسطينيون يشعرون انني لبنانية اكثر من اللزوم، واللبنانيون يرون انني فلسطينية اكثر من اللزوم، لذلك كنت اشعر انني في مكان ما بينهما. ولكن مع الوقت تعلمت ألا أسمح لمجرد ورقة ان تحدد لي هويتي، مع العلم انني ممتنة جداً لفرنسا التي منحتني جنسيتها وجعلتني قادرة على السفر والعيش حيثما اريد. وقد عشت جزءًا كبيرًا من طفولتي في فرنسا. أعشق ثقافة هذا البلد الرائع وطبيعة الحياة فيه. في النهاية الدم الذي يجري في عروقي فلسطيني – لبناني ولن يستطيع احد تغيير هذه الحقيقة وان منعوني من هذا الحق على الورق. كما اني جد مطلعة على الثقافة الفلسطينية بما في ذلك العادات والتقاليد وطبيعتها الخلابة من خلال ما كان يخبرنا به والدي نقلاً عن جده.


وماذا يخبرك والدك عن فلسطين؟

والدي من عشاق الهندسة المعمارية والتاريخ الفلسطيني، وكان يخبرنا عن هندسة البيوت الحجرية في فلسطين وكيف أن الحجر هناك ورديّ اللون، فضلاً عن وفرة أشجار الزيتون والطاقة الخاصة التي تنبع من أراضيها. حديث والدي عن فلسطين، نقلاً عن جدي، كان يجعلنا نتخيل اننا في فلسطين، اذ كان بطريقة وصفه لها، يجعلنا نستحضر المناظر الطبيعية والمدن التاريخية وتقاليد وعادات ذاك البلد وتاريخه العريق. وقد سمحت لي قصصه هذه أن أرتبط بأصولي وأن أفهم واعيش ثقافة وطني.


تعيشين في اطار من الغنى الثقافي الذي يجمع بين الغرب والشرق وبين فرنسا وفلسطين ولبنان، ماذا اعطاك هذا المزيج وماذا اكتسبت من كل من والديك؟

أنا فخورة بكوني ثمرة حب بين جنسيتين. هذا الخليط الفلسطيني اللبناني أثبت لي ان دولتين جارتين لديهما الكثير من النقاط المشتركة رغم اختلافهما... فالجنسيات العربية مختلفة بطبيعة مجتمعاتها ولكن تجمعنا مقومات مشتركة. من والدي، أخذت عشقه لبلده فلسطين لتاريخها وثقافتها وإرثها الفني. يدهشني صمود أهلها واصرارهم على المقاومة وهو امر متجذر في نفوسهم. كما تعجبني أعمالهم الفنية من تطريز وحرف مصنوعة من عرق اللؤلؤ وغيرها، موسيقاهم الفولكلورية وأكلاتهم الشعبية، إنها بحق لذيذة. اما من والدتي، فأخذت عنها عشقها للقراءة والأناقة وتعلقها بوطنها ايضاً، فعلى الرغم من ان والدتي عاشت في اميركا ووالدي في فرنسا الا انهما قررا العودة الى لبنان لنكون على مقربة من جذورنا وتنشأتنا في ربوعها.


هل كنت تفضلين العيش في فرنسا؟

لقد ولدت في لبنان وهنا بيتي ولكنني اشعر ايضاً ان فرنسا هي ايضاً منزلي الثاني، وانا متعلقة بكليّ البلدين


وما الذي تحبينه في فرنسا وما الذي يجذبك في شعوب الشرق الاوسط؟

احب الثقافة الفرنسية والحرية الفكرية. وفي شعوب الشرق الأوسط، أحب الدفء العائلي الذي يتمتعون به، كرمهم وحسن ضيافتهم.


واذا ما خيروك بين العيش في فلسطين أو في لبنان؟

كمن يخيرني بين ابي وامي.


إن لم تكوني فنانة فأي مهنة كنت ستختارين؟

لأنني كنت طالبة متفوقة في المدرسة، كان اساتذتي يقنعوني بضرورة دراسة الطب او الصيدلة، ولكنني لم اكن ارغب بذلك. وارضاءً لهم، تقدمت الى عدد من الجامعات الاوروبية والاميركية لدراسة الصيدلة وتم قبول طلبي منها جميعها ولكن بعد سنة واحدة من الدراسة تأكدت انني لا ارغب بهذا الاختصاص. تعلمون طريقة تفكير الاهل بشكل العام، فإن كان ابنهم متفوقا في المدرسة فيجب ان يكون طبيبا. اما والداي فأنا ممتنة لهما لأنهما بعدما آمنا بموهبتي وتجاه اصراري على الغناء، عملا على تنمية موهبتي ومساندتي في الطريق التي اخترتها، وقاما بتشجيعي على التعبير عن نفسي من خلال الفن والغناء.


هل من مطربة تحبين ان تكوني مثلها او ان تسيري على خطاها؟

ابدا، لا أريد أن أشبه احداً، ولا اريد الابتعاد عما انا عليه. لكنني اظن ان بنات جيلي لا يتفهمنني في هذه الفكرة بالذات.





هل تشعرين بأنك مختلفة عن ابناء جيلك؟

نعم، كثيرا، لا سيما على صعيد الثقافة، فكما قلت سابقاً، انا فلسطينية بالنسبة الى اللبنانيين ولبنانية بالنسبة الى الفلسطينيين بروحية ولمسات اوروبية. الحياة علمتني الكثير وفي عمر مبكر، وتجاوزت الكثير من المراحل الصعبة. اظن ان الحياة تضع في طريقنا المصاعب لنتعلم ونتطور... وان نواجه المتنمرين بمزيد من الثقة بالنفس.


بعيداً عن الغناء، ما هي هواياتك؟

قد يبدو هذا الأمر غريباً بالنسبة للبعض، ولكنني أحب مشاهدة الدراما الكورية، وهي هواية تريحني الى ابعد الحدود كما احب الرياضة.


إن كنت شيئاً ماذا كنت تفضلين ان تكوني؟

احب ان أكون كتاباً... قصة حقيقية او خيالية... اهميتها تكمن في الرسالة التي تحملها.


وإن كنت حيوانا، ماذا تختارين ان تكوني؟

طائر الفينيق الذي يمثل الحرية، لأحلق عالياً دون ان يتمكن احد من إيقافي.


ماذا علمتك الحياة؟

ان اكون ايجابية وان افعل كل شيء بحب، فعندما نكون ايجابيين نجذب كل ما نتمناه، وبفضل الحب، نصبح قادرين على العمل دون كلل لنحقق أهدافنا.


ما الذي يمكنه ان يجعلك حزينة؟

ان لا يصل صوتي الى الجمهور وألا يكون مسموعاً


ما هي مشاريعك المقبلة؟

اعمل على عدد من الأغنيات، منها القديمة ومنها الجديدة.


وما هي المواضيع التي تودين طرحها في اغانيك الجديدة؟

هناك العديد من القضايا الاجتماعية التي أحب ان أتطرق اليها في أغنياتي، لا سيما تلك التي تمس ابناء جيلي.