ماذا يحدث للجسم عند تناول الطعام بسرعة؟

سواء كان الإفطار أو الغداء أو العشاء، النتيجة غالباً ما تكون نفسها: ليس من النادر أن يتم ابتلاع الطعام في خمس عشرة دقيقة تقريباً. هذه العادة ضارة على الصحة وتؤدي إلى الشعور بالانتفاخ، التعب، زيادة الوزن...

الانتفاخ

بغض النظر عن المدة التي يستغرقها تناول محتويات الطبق، يقول Gilles Mithieux، الفيزيولوجي في التغذية، إن "الجسم يستغرق حوالى 30 دقيقة ليدرك أنه لم يعد جائعاً. يحدث ذلك عبر الهرمونات في الأمعاء الدقيقة، التي تنشط وترسل رسالة إلى الغدة تحت المهاد Hypothalamus، الجزء الذي يدير الشبع، بين أمور أخرى". لذلك، إذا أكلنا طعامنا في عشر دقائق، سيظل لدينا شعور بالجوع للدقائق الـ 20 المتبقية من العملية. تكون النتيجة أننا نستمر في تناول الطعام.

آلام المعدة هي واحدة من النتائج الرئيسية لتناول وجبة سريعة. توضح اختصاصية التغذية Laetitia Suissa: "تبدأ عملية الهضم منذ مرحلة المضغ". في الواقع، إذا لم يتم قضاء الوقت الكافي في المضغ، فإن الطعام لا يتم طحنه بشكل كاف عند وصوله إلى المعدة. وعليه، يتعين على المعدة أن تستخدم الكثير من الطاقة للقيام بذلك. وهذا الجهد الإضافي يؤدي إلى عدم الراحة في الجهاز الهضمي وبالتالي الشعور بالانتفاخ. ولتجنب ذلك، يُنصح بأخذ فترات راحة أثناء تناول الطعام. توضح الخبيرة أنه "مثل الحديث أو التفكير في ما إذا ما زلنا نشعر بالجوع، على سبيل المثال".

التعب

الشعور بالإرهاق والتعب، والسبب هو تناول الطعام في وقت أقل مما يجب أن يستغرقه. توضح اختصاصية التغذية: "يتطلب الهضم دائماً الكثير من الطاقة من الجسم، ولهذا السبب قد يحدث التعب عند الانتهاء ومغادرة الطاولة. نظراً إلى أنّ الطعام يصل إلى المعدة على شكل قطع بدلاً من أن يكون مطحوناً، فإنه يتطلب المزيد من الطاقة من الجسم لاستيعابه، فيظهر التعب بشكل أكثر إرهاقاً".

اضطرابات المزاج

وفقًا لـGilles Mithieux، تعتمد جودة الحياة بشكل مباشر على كيفية تناولنا للطعام وكيفية امتصاص الجسم له. يوضح الفيزيولوجي: "هناك 10% من الخلايا العصبية في الجسم في الأمعاء، وهي عنصر رئيسي في عملية الهضم. لذلك فإنه من الواضح أن هذا العضو مرتبط مباشرة بالدماغ. إذا تناولنا الطعام بسرعة، ستدرك الأمعاء ذلك وترسل رسالة إلى الدماغ، وسيقوم الدماغ بتعكير مزاجنا". الدليل هو أننا نشعر بالسكينة بعد تناول الطعام بشكل صحيح وببطء. يصر الخبير أن "طريقة تناولنا للطعام تحددنا، لذلك يجب عدم التقليل من أهمية هذه المرحلة".

زيادة الوزن

كما تمت الإشارة إليه سابقاً، إذا تناولنا الوجبة بسرعة، فإن الشعور بالشبع سيتأخر وسنستمر في الأكل، النتيجة تكون زيادة طفيفة في الوزن. توضح أخصائية التغذية Laetitia Suissa "للاستمتاع بالطعام بشكل صحي، يجب أن يستغرق الأمر حوالى عشرين دقيقة بين اللقمة الأولى واللقمة الأخيرة".

 ينصح أيضاً ببدء الوجبة بحساء أو بالخضار الطازجة. يقول Gilles Mithieux:"كلاهما لا يتطلبان الكثير من الطاقة، لكنهما يبدآن في عملية التحضير التي تؤدي إلى الشعور بالشبع. سيكون من الصعب إكمال الطبق الرئيسي التالي. إنها حيلة للحفاظ على الوزن الطبيعي".

نقطة أخرى هامة، هي أنه من الأفضل ألا نجلس على الطاولة ونحن جائعون. تختتمLaetitia Suissa: "في هذه الحالة، فإنه من الصعب جداً عدم تناول كل شيء في خمس دقائق. الأفضل أن نبدأ وجبتنا ونحن نشعر بجوع خفيف".