جمال
ديمي مور تكشف الوجه الآخر لمعايير الجمال
فيكتوريا هيدوسي - مدام فيغارو
29-April-2025

حصدت ديمي مور البالغة من العمر 62 عاماً لقب "أجمل شخصية لعام 2025" بحسب تصنيف مجلة People، في تكريم يبدو متناقضاً مع علاقتها المعقدة بشكلها الذي عانت منه لسنوات. في حوارها مع المجلة الأميركية، عادت بطلة فيلم The Substance بالذاكرة إلى الأيام التي بالغت فيها في محاولاتها لمجاراة معايير الجمال التي يفرضها عالم السينما. وقالت: "لقد عذّبت نفسي، فعلت أشياء مجنونة، كأن أركب الدراجة من ماليبو إلى استوديوهات باراماونت، أي ما يقارب 42 كيلومتراً. وكل ذلك لأنني كنت أعلّق أهمية مفرطة على مظهري الخارجي".
من جهة أخرى، وخلال حضورها حفل جوائز Governors Awards لسنة 2024، تألقت ديمي مور بمجوهرات فاخرة من Sartoro، حيث لفتت الأنظار كافة.
كنت أُعاقب نفسي
أقرّت الممثلة بأنها كانت أكثر قسوة على نفسها أثناء تصوير فيلم G.I. Jane في عام 1997، حيث جسّدت دور الملازمة جوردان أونيل. قالت: "كنت صارمة جداً، وكانت علاقتي بشكل جسدي متوترة للغاية، بل وكنت أعاقب نفسي صراحة".
لكن نقطة التحوّل لم تتأخر كثيراً، إذ تابعت: "لقد غيّرت شكل جسدي أكثر من مرة، وأصبح أقوى وأضخم بطبيعة الحال. عشت تجربة مذهلة خلال هذا الفيلم، وشعرت بالقوة فعلاً. لكنني أدركت لاحقاً أنني لا أريد أن أكون في هذا الجسد... بل أردت فقط أن أشعر بهذه القوة في داخلي. أعتقد أنني كنت مرهقة من كل ما مررت به طوال تلك السنوات".
التحرّر عبر القبول
كانت تلك اليقظة بداية لمسار جديد نحو التصالح مع الذات، كما قالت بطلة فيلم Ghost. "توقفت عن محاولة التحكم بنظامي الغذائي، ومررت بلحظة من الاستسلام الحقيقي، حين أدركت معنى قبول جسدي كما هو، حتى وإن لم يكن بالشكل الذي أرغب فيه. لقد استسلمت فعلاً، فقط لأستعيد شكلي الطبيعي، لأنني لم أعد أعرفه بعد كل ما خضته من حميات وتدريبات وتحكّم صارم. لم أعد أعرف جسدي، فقررت أن أحرره".
قبول شكل امرأة في الستين
مؤخراً، ساهم دورها في فيلم The Substance للمخرجة كورالي فارغيت، الذي ظهرت فيه عارية، في تعميق هذه المصالحة. تصف الأمر بـ"التحرّر" في قبول جسدها في هذه المرحلة العمرية. "هذا الجسد هو ما هو عليه. لم يعد جسد فتاة في العشرين من عمرها، حتى وإن كنت أشتكي من جسدي في العشرين أو الثلاثين... كانت تجربة مكشوفة وهشة جداً، لكنني كنت أعلم أنها تصبّ في خدمة القصة، وكان العري جزءاً أساسياً من عناصر الضعف التي كان لا بد من إيصالها".
اليوم، تؤكّد الزوجة السابقة لبروس ويليس أنها باتت أكثر لطفاً مع نفسها، وتولي الأولوية للصحة والعافية وطول العمر وجودة الحياة. "أصبحت أقدّر كل ما مرّ به شكلي وما تحمّله كي أكون ما أنا عليه الآن. إنه أمر مذهل أنني أنجبت ثلاثة أطفال، وأن أتمتع بصحة جيّدة إلى حدّ بعيد"، قالت بسعادة، رغم اعترافها ببقاء بعض الهواجس. "هذا لا يعني أنني لا أقول لنفسي أحياناً وأنا أمام المرآة: "أبدو متقدّمة في السن" أو "وجهي بدأ يترهّل"، لكنني أتقبّل شكلي الآن، والفرق هو أن ذلك لم يعد يحدّد قيمتي".
كنت أحاول السيطرة على شكلي
أشارت ديمي مور إلى أنها أصبحت تعيش علاقة أكثر سلاسة مع شكلها. "أنا أثق بجسدي حين يخبرني أنه جائع أو عطشان. أُصغي إليه اليوم، ولم أعد أشعر بالخوف كما كنت في السابق". وختمت بالقول: "في السابق، كنت أشعر أن جسدي يخونني، فكنت أحاول أن أسيطر عليه فقط. أما اليوم، فلم أعد أعيش بهذه الطريقة، أصبحت علاقتي به أكثر تناغماً".