"رأيت هذا المشهد من قبل"... هل سبق واختبرت هذا الشعور؟

اختبرت كل واحدة منا ولو مرة في حياتها، إحساساً بأنها مرّت في مكان أو موقف تكرّر معها أو تعرفت على شخص سبق ورأته. إنّه الـ "ديجافو" المصطلح المعروف باللغة الفرنسية déjà – vu أيّ شوهد سابقاً، ومعناه أن يتهيأ لنا تكرار حدوث مشهد أو شعور مع أنه لم يحدث على أرض الواقع، وهو أمر يستغرق بضع ثوان لا أكثر. فما هو تفسير هذه الظاهرة؟

يقول Annaik Feve طبيب الأعصاب والمحلل النفسي ورئيس شركة تقييم المخاطر البشرية Neurofinde إنّ هذه الظاهرة مرتبطة بثلاث وظائف وهي البصر، الوقت والذاكرة، ففي هذه اللحظة علاقتنا بالوقت لا تتماشى مع الواقع!!

نظريات تفسّر هذه الحالة

توجد نظريات عدة لتفسير هذه الظاهرة. يوضح الطبيب أنّ النظرية الأكثر شيوعاً هي ما كتبه العالم الأميركي Vernon Neppe في العام 1983 في مقال بعنوان The psychology of déjà vu اعتبر فيه أنّه انطباع غير مناسب يجمع التجربة الحالية مع ماضٍ غير محدّد.

في الواقع، يمكن أن يرتبط هذا الإحساس بذكريات طفولتنا أو بيئتنا أو عائلتنا أو حتى التأثير الجيني. يصف الدكتور Feve شعور الديجافو أنّه عندما نرى شيئاً ما، يقوم الدماغ برسم الصورة ولصقها مع جميع الصور الأخرى المقابلة للمشهد أو الشخص الذي ننظر إليه، سواء كانت أماكن رأيناها من قبل أو تم نقلها إلينا، فيخلق الدماغ شعوراً وكأننا اختبرنا الموقف نفسه.

كما يمكن أن ينتج هذا الشعور كوسيلة لحماية أنفسنا عند الحاجة. فعندما نكون في مكان غير مألوف أو مع أشخاص مجهولين، يقوم الدماغ بصنع معرفة معينة مشابهة ليكون الانسان قادراً على التعامل مع الموقف براحة أكبر وتجنب الواقع المجهول بالنسبة له والذي يخلق لديه نوعاً من الريبة.

ويعلق الدكتور Fernando de Amorim، المحلل النفسي ومدير الاستشارات العامة في في جمعية باريس للتحليل النفسي (RPH)، على هذا الموضوع قائلاً: "في بعض الأحيان يمكن لكلمة واحدة أن تثير لديك هذا الشعور الغريب، بأنك اختبرت المشهد بالفعل".

شعور طبيعي... ولكن

إذا اختبرت ظاهرة الـ "ديجافو"، اعلمي أنها حالة طبيعية لا تستدعي القلق إذ إنها تحدث لما يصل إلى 70 في المئة من الأشخاص. كما أنّ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة يمرون بهذه التجربة أكثر من أي فئة عمرية أخرى. ولكن هناك بعض العوامل التي تستدعي استشارة الطبيب، نذكر منها:

- عندما تحدث لك هذه الظاهرة بشكل متكرر (مرات عدة في الشهر).

- عندما يتبعها فقدان للوعي.

- عندما تترافق مع أعراض لاإرادية لا يمكن التحكم بها.

- عندما تتسارع ضربات القلب.

- عندما يعقبها الشعور بالخوف وبالهلع المفرط.