مشاهير

المرأة التي وقعت في حب الرقص

Gabrielle Ayoub

31-August-2022

المرأة التي وقعت في حب الرقص

مايو ٢٠٢٠

قالت مارثا غراهام ذات مرة: "الراقصون ليسوا عظماء بسبب أسلوبهم الفني بل بفضل شغفهم ".

يكمن داخل الشغف بالرقص طاقة تدفعكِ لخلق حركات يمكنك الشعور بها وتمكّنكِ من التعبير عن مشاعرك أكثر. فتصبح الحياة أكثر منطقية بوجودها، ويمكن لكل راقص شغوف أن يخبرك الكثير عنها.

ريا هرموش مصممة الرقص المحترفة، أخبرت Special Arabia كيف وقعت في حب الرقص منذ صغرها قبل أن تأخذ شغفها إلى مستوى محترف. ناقشنا أيضًا كيف أن الرقص غالباً ما يكون موهبة لا تُطوّر ويُستخفّ بها كمهنة جدّية وجيّدة في العالم العربي.


من هي رِيا؟

أنا راقصة ومصممة رقص محترفة. أحب خلق حركات رقص بشغف لحثّ الآخرين على العثور على شغفهم وإطلاق العنان لقوتهم الداخلية لتحقيق أهدافهم. أشعر بأنني حيّة عندما أضع طاقتي في الرقص والحركات التي تعتبر طريقة رائعة للتعبير عن المشاعر والوصول إليها من خلال لغة الرقص. أريد أن أثبت أن الجميع يمكنه أن يرقص.

بعد العمل الشاق وإيماني بنفسي، استطعت أن أصبح ما أنا عليه اليوم. هذه هي الأساسيات التي اعتمدتها منذ أن دخلت لأول مرة حصة الرقص وصولاً إلى سنوات احترافي.



كيف بدأ الأمر

منذ 12 عاماً، كنت أعمل في شركات الإعلان والتسويق، ومع ذلك ، كان الرقص دائماً شريكاً لي. استخدمت القيم التي تعلمتها في استوديو الرقص لأتسلق طريقي نحو الشركات. كانت وظيفتي تتطلب فهم السلوك البشري وقيم العلامة التجارية والتواصل بين الأشخاص نتيجة تبادل الأفكار الإبداعية. وبعد سنوات، قررت أن أصبّ كل طاقتي في الهدف الوحيد الذي أطمح إليه: الرقص. وهكذا، جمعت بين العالمين معاً، وأصبحت مخرجة مبدعة ومصممة رقص.

إلى جانب تعليم جميع أنواع الرقص على مستويات مختلفة، ما زلت أعمل على تنمية حبي للرقص من خلال تعلم أشياء جديدة كل يوم.


Ray567 by Rhea Harmoush

كل هذا سمح لي بإطلاق مؤسسة رقص خاصة تدعى Ray567 by Rhea Harmoush. إنها بمثابة جنة بالنسبة لي حيث أشارك الآخرين تجربتي وشغفي لإلهامهم لمتابعة شغفهم.


كيف اكتشفت شغفك بالرقص؟

بدأ شغفي بالرقص في سن مبكرة عندما بدأت في الأداء على المسرح.

عندما بدأت العمل في الشركات، لم أتخلَّ عن الرقص بل بقي جدولي اليومي يتمحور حول حصة الرقص. لم أشعر يوماً أنني أريد التواجد في مكان غير استديو الرقص.

إنه اكتشاف لا متناهي بالنسبة لي، حيث أكتشف عواطف جديدة من خلاله كل يوم. الرقص ليس مجرد وظيفتي، إنه أمر يبهجني في أسوأ الأيام. أشعر بأنني أنبض بالحياة في كل مرة أرقص فيها أو أعلّم الرقص أو أخلقه. وما زلت متشوقة للمزيد حتى اليوم.



كيف قررتِ أن تأخذي الرقص إلى مستوى احترافي؟ هل عارض والداك هذا القرار؟

شاهد والداي حبي للرقص منذ اليوم الأول وحتى يومنا هذا. عرّفوني إلى الرقص وسمحوا لي بأن أتبع شغفي تحت أي ظرف.

لقد كانوا داعمين لي للغاية، ومع ذلك، أصروا علي بأن أنال شهادة البكالوريوس أولاً، كأي والدين عربيّين، قبل أن أنتقل إلى مستوى احترافي في الرقص. كانوا دائماً يشجعونني على مواصلة الرقص إلى جانب شهادتي وعملي. ثقتهم بي جعلتني أؤمن أكثر بما أريده حقاً. تدربت بجهد كبير لمدة 12 عاماً على التوالي وكان والداي يحضران كل عرض رقص، ويشاهدان كل أداء عبر الإنترنت عندما لا يستطيعان الحضور.

رأى والداي شغفي بالرقص ودعموني طوال الطريق ودفعوني إلى أبعد حدود، وساندوني عندما جعلت الرقص وظيفتي الأساسية. واليوم، يمكنني القول بأنهما من أكبر المعجبين بي.


من هو مثالك الأعلى؟

ليس لدي مثال أعلي. لكنني أُعجب ببعض الناس من مختلف المجالات الذين تركوا أثراً كبير فيّ، وأتعلّم منهم لأستفيد منها في حياتي ومسيرتي للوصول إلى هدفي. إنني أتطلع إلى العديد من الأشخاص لأمور يمثلونها وهي مثيرة للإعجاب. أختار الأفضل من كل شخص لأنني لم أجد حتى الآن شخصاً واحداً لديه كل شيء. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بصفات "المثال الأعلى"، أعتقد أن لديهم سمات رائعة وشغوفة بشكل مجنون، وهي سمات أتطلع إليها كثيرًا.


أي نوع رقص هو الأقرب إلى قلبك؟

كثيراً ما يطرح هذا السؤال عليّ، في كل مقابلة تقريبًا. أنا أحب كل أنواع الرقص. لا يمكنني اختيار نوع واحد مفضل لدي. أستطيع أن أرقص أي نوع يُطرح عليّ.

أحب الهيب هوب لأنه أسلوب حرّ، يساعد كثيرًا في التعبير عن الذات. ومع ذلك ، أنا أحب الرقص المعاصر أيضًا، وهو أكثر تعبيراً وانسيابياً. دائماً ما أشير إليه على أنه رقص يمكنني التحدث من خلاله إلى نفسي وإظهار مشاعري بطريقة أفضل من الكلام.

الرقص بالكعب أو الجاز الفانك هوالأكثر أنوثة وإثارة بين كل أنواع الرقص! لقد ساعدتني في بناء ثقتي بنفسي كامرأة على مر السنين.

أخيرًا، موسيقى الجاز هي المفضلة لدي، لأن كثيراً ما يقال لي أنني ولدت لأكون راقصة جاز. أحب الباليه أيضاً. في الواقع، هو حبي الأول وسيظل كذلك دائماً. يكمن جمال حقيقي داخل الرقص على الموسيقى الكلاسيكية التي تهدئ النفس.



كيف يمكن أن يكون الرقص مفيدًا أثناء الحجر المنزلي؟

يمكن للرقص أن يكون نشاطاً مفيداً خلال الحجر كونه تمرين كارديو جيد يقوّي العضلات ويجعلها ليّنة أكثر، بالإضافة إلى فوائده النفسية:

يفرز الجسم من خلاله هرمونات السعادة، السيروتونين والدوبامين، وبالتالي يحسّن المزاج على الفور.

يزودك بطاقة إيجابية. وقد ساعدني شخصياً على التعامل مع السلبيات التي تواجهني.

يجعلك تشعرين بالحضور التام ويسمح لعقلك بالاسترخاء.

يجعلك تستمتعين بوقتكِ.

هل تذكرين كم كنا نشعر بمتعة الرقص عندما كنّا صغاراً؟ يمنحنا الحجر المنزلي الآن الفرصة لإطلاق العنان لتلك الطفلة في داخلك.


ما هي الأغاني الموجودة في قائمة الـPlaylist لديك لآن؟ وما هي الأغاني التي ترقصين عليها أكثر؟

لدي الكثير من الـPlaylists في الوقت الحالي!

أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية في الصباح أو كلما كنت بحاجة إلى التركيز على أمر ما. ليس بالضرورة للرقص. أستمع إلى المعزوفات أو الموسيقى الكلاسيكية أثناء ترتيب المنزل أو التأمل أو حتى العمل. لطالما استمتعت بالموسيقى الكلاسيكية (خاصة الأغاني على البيانو) لأنها تضع هالة المنزل في مزاج جيد وهادئ. كما أعتقد أنها تساعد في زيادة التركيز.

واحدة من الأغاني التي أشغّلها بشكل متكرر حالياً هي "River Flows In You" من Yiruma.


برأيك ، لماذا يستخفّ العالم العربي بالرقص؟

هذا سؤال جيد. يتداول معتقد خاطئ حول فن الرقص كمهنة جدّية في العالم العربي. ويعود السبب إلى الأهالي المحافظين الذي يفرطون في حماية أولادهم. إذ يميلون إلى جذب أطفالهم لاختيار مهنة مستقرّة تبدو ثابتة وآمنة لمستقبلهم. بينما يخيفهم الفن أو أي مهنة أخرى محفوفة بالمخاطر! يعتبر الرقص من المهن التي لا تجلب أجوراً عالية لكن هذه هي حال أي فنان بشكل عام. لا يجني الراقصون الأموال الكبيرة مثل المحامين والأطباء في نظر الأهالي، علماً أن المحامي والطبيب قد يتقاضى أجراً بسيطاً أيضاً.

الآباء ليسوا داعمين في هذا الأمر لأنهم يعتقدون أن الهوايات لا يفترض أن تكون مهنة جيدة. فيرسّخ هذا المعتقد في ذهن الأطفال ويصبح مستحيلاً بالنسبة إليهم احتراف الرقص. بالإضافة إلى ذلك، لا تقدم الجامعات مناهج مخصصة للرقص. فيضطر الراقصون الراغبون في احتراف الرقص إلى السفر إلى الخارج لمتابعة مسيرتهم.


كيف يمكننا تشجيع المواهب الشابة؟

أرغب في زيادة التوعية في العالم العربي من خلال مشاركة تجربتي الخاصة. على أمل أن يتغيّر هذا الاعتقاد الخاطئ حول الرقص ونساهم في توعية الأهالي على تشجيع مواهب أولادهم ومساندتهم أكثر وتربيتهم على مبدأ أنه إن عملت بجدّ وجدت النجاح وحققت الأحلام.

آمل أيضاً أن نتمكن من تطوير تعليم الرقص حتى نتمكن من الحصول على راقصين مدربين على مستوى عالمي من الاحتراف مع تأمين الفرص لهم لتحقيق أحلامهم، بدلاً من البحث عن مستقبل أفضل في الخارج.