مشاهير

نجا سعادة يُخاطب المرأة الأنيقة والجريئة في مجموعة "Dans Le Rouge"

ريتا خويري

18-April-2023

نجا سعادة يُخاطب المرأة الأنيقة والجريئة في مجموعة "Dans Le Rouge"

لماذا الأحمر بالذات، ولماذا اخترت LE MOULIN ROUGE تحديدا ليكون مصدر وحيٍ لمجموعتك الجديدة؟

اللون الأحمر هو من الألوان المفضلة لديّ. فهو لون ذو أهميّة كبيرة بالنسبة إليّ، وأستخدمه لابتكار عدّة تصاميم في كلّ مجموعة من دون استثناء. تتناقض دلالات هذا اللون، فهو يدلّ على القوّة والموهبة والإثارة والحبّ، كما يُخفي الضغف بذكاء ويحمل الكثير من الأسرار. وفي كل مجموعة جديدة، أحبّ أن أكشف خبايا هذا اللون بطريقة مختلفة.

في مجموعة “Dans Le Rouge”، اخترت Le Moulin Rouge كمصدر وحي لأنّه غالباً ما يلفتني هذا الموضوع الذي تكمن فيه الأناقة والجرأة والسحر والإبداع من ناحية الأزياء التي يتّم ارتداؤها والأداء الذي يقومون به، كما من ناحية التاريخ الذي يحمله هذا المعلم الأثري في العاصمة الفرنسية باريس. لذلك، أردت أن أعكس هذا الموضوع من خلال هويتي بطريقة خاصّة وجديدة في هذه المجموعة لكي أسمح لكل امرأة أن تعيش هذه التجربة الفريدة من خلال تصاميم Naja Saade.





ماذا يعني لك ذاك المعلم الفرنسي الشهير من منظار مبدع ؟

من منظار مصمّم أزياء، يُلهمني هذا المعلم الفرنسي كثيراً نظراً إلى السحر الذي يكمن فيه والأسرار والأناقة. فهو مليء باللمعان والبريق والوهج، بالإضافة إلى حالات الضعف والتردد التي قد يعيشها الأشخاص وراء الكواليس والتي يليها قناع يقود إلى الشهرة والنجاح على المسرح. فأردت أن أنقل قصّة هذا اللمعان في مجموعتي الجديدة.


ما الذي أخذته تصاميمك من خصوصية ذاك المكان؟

اللون الأحمر الذي كان موجوداً بشكل بارز في هذه المجموعة: استُعمل للديكور (الستار الخلفية) وللتصاميم. تميّزت التصاميم بتطريز جريء للغاية، فقد تمّ استعمال الأحجار الكبيرة الحجم بألوان متعدّدة، بالإضافة إلى تفاصيل الريش والقصّات التي تبرز شكل الجسم بأناقة فخمة تُعرف بها دار Naja Saade.


ماذا عن صلة الوصل بين رقصة الكانكان واستقلالية المرأة التي تحدثت عنها؟

تُعتبر رقصة الكانكان فنّاً بحدّ ذاته، وعندما تقدّم أي امرأة فنّاً معيّناً، أكان من خلال رقصة الكانكان أو غيرها، فهي تُعبّر عن استقلاليتها وعن الفنّ الذي قد تنقله بطريقة مميّزة ومبدعة تُشبه شخصيتها الفريدة. تتمتّع المرأة بالقدرة على نقل الفنون بطريقة أنثوية تميّزها تماماً مثل هذه الرقصة التي عكستها في بعض تصاميم هذه المجموعة.


نجد في مجموعتك الجديدة "Dans Le Rouge " مزج بين الجرأة والرقي في آن، كيف استطعت تحقيق هذه المعادلة؟

في هذه المجموعة، استطعت أن أمزج بين الجرأة والرقي، إلّا أنّ الأمر لم يكن بهذه السهولة. في الحقيقة، كل مجموعة تحتاج إلى وقت لابتكارها وتصميمها: أرسم الأزياء المختلفة، ثمّ أختار الألوان والقصّات المناسبة التي تُشبه فعلاً امرأة Naja Saade والستايل الذي تُعرف به الدار. وأعتبر أنّ رسالة مجموعة “Dans Le Rouge” وصلت، وجعلتني الأصداء الإيجابية سعيداً للغاية.

في كل مجموعة أبتكرها، أسعى إلى المزج بين الجرأة والرقي، ومسألة جعل الجرأة "راقية" ليست بهذه السهولة. فالجرأة الراقية هي التي تعكس هوية المصمم وتجعل التصميم قطعة خالدة.


ماذا تخبرنا عن فستان الزفاف الذي توج المجموعة بهالة من السحر.

إختاج تنفيذ مجموعة “Dans Le Rouge” الكثير من الإبهار والذي ترجم جزء منه بالتطريز. فستان الزفاف كان تحدّ بالنسبة لي، فكنت إريد إبتكار فستاناً ملكياً ومسرحياً في آن ليترجم فكرة المجموعة.

إنطلقت من فكرة التاج من خلال تصميم مختلف غير إعتياديّ واستخدمت قماش Mikado الحريري باللون الأبيض لتنفيذه، وزيّنته بتطريز عند مستوى الصدر وبأحجار كبيرة بلونَي الفضي والأبيض. اخترت تصميم بسيط من الأسفل، أمّا من الخلف، فقد زيّنته بتطريز الأحجار الكبيرة والكريستال، ما جعل هذا الفستان تصميماً توَّج هذه المجموعة وموضوع “Dans Le Rouge”.


قد تكون الاكسسوارات هي اكثر ما جسد روحية لو مولان روج، هل توافقنا الرأي؟

لا شكّ أنّ الاكسسوارات كان لديها دوراً مهماً في هذه المجموعة. خلال تجربة Le Moulin Rouge، شكّلت الاكسسوارات جزءاً أساسياً في كلّ إطلالة على المسرح، مثل الأقراط والعقود والتطريزات على الأزياء.

لذا، التطريز حاضر بقوّة في هذه المجموعة والأقراط ذات الحجم الكبير والمزيّنة بالأحجار الملّونة. ابتكرت أيضاً اكسسواراً مميّزاً للرأس لإطلالة العروس.


تصاميم تفوق روعة الخيال، متفردة بخطوطها، ما هو برأيك سر هذا التفرد؟

من الضروريّ أن تتميّز كلّ مجموعة بموضوعها المُختلف وبتفاصيلها وتصاميمها المُبتكرة. أمّا سرّ تفرّد مجموعة “Dans Le Rouge” فيكمن في التحضيرات والعمل والأبحاث العميقة التي قمت بها حول موضوع Le Moulin Rouge لأتمكّن من إحاطته من كافّة الجوانب. ولا أخفي أنّ هذا الموضوع يرافقني حتّى الآن، إذ تعمّقت كثيراً بتفاصيله لأتمكّن من ابتكار المجموعة الجديدة. يحتاج المصمم للثقافة ليتمكّن من تطوير نفسه وتطوير أيّ موضوع يختاره.





ما الذي يميز تصاميم نجا سعادة؟

الستايل الكلاسيكي والعصري هو الذي يميّز تصاميم Naja Saade التي تعكس الدقة العالية في العمل من ناحية التطريز والقماش المستخدم واللمسات الأخيرة. أرافق ابتكار كل تصميم حتّى لمساته الأخيرة، فأتخيّل إحساس كل امرأة عندما ترتديه وأسعى إلى أن تشعر بالتميّز والراحة، وأنقل هذه الأفكار إلى فريق العمل.


لمن تمنح مركز الاولوية، للقماش ام للفكرة ام للتنفيذ؟

 لا يمكنني أن أمنح مركز الأولوية لأي من القماش أو الفكرة أو التنفيذ إذ لا يمكن أن تطغى أي من هذه النقاط على الأخرى. في المرتبة الأولى، على الفكرة أن تكون سيّدة الموقف، فهي التي تساعدني على اختيار القماش وكيفية التنفيذ. فكل فكرة تتميّز بقماش خاصّ بها، وكل قصّة تدفعني إلى اختيار قماش يُترجم الفكرة بطريقة أفضل. ثمّ يأتي التنفيذ لتتويج هذه الفكرة مع اللمسات الأخيرة التي لا غنى عنها. فهذه النقاط الثلاث هي أولوية، وإذا أردت أن أضعها بالترتيب فتكون على الشكل اللآتي: الفكرة ثمّ القماش ثمّ التنفيذ.


بالعودة الى بدايات المصمم الذي يلج باب العالمية بخطوات سريعة، ماذا تخبرنا عن تلك الفترة، وما الذي جذبك الى عالم تصميم الأزياء؟

عندما كنت في الرابعة من عمري، كنت أحبّ أن أرسم الفساتين. كنت أرسمها على دفاتر المدرسة والكتب، وكان الجميع في ذلك الوقت رافضاً لفكرة أنّني أرسم فساتين، فأصبحت أرسمها ضمن إطار الديكور والبيوت لأخفي حقيقة رسمي للفساتين. ومع الوقت، اختفت كل هذه العناصر وبقيت الفساتين، وبات من الواضح أنّني كنت أريد أن أصبح مصمم أزياء. عندما أنهيت دراستي الثانوية، اخترت اختصاص طبّ التصوير الشعاعي وتخصّصت في الـ IRM، ومن ثمّ عملت في مستشفى Hotel Dieu de France في بيروت في قسم الـ IRM على مدى سبع سنوات. ومع الوقت، اكتشفت أنّني لا يمكنني أن أبعد عن شغف طفولتي: تصميم الأزياء. فقررت التخلّي عن مهنتي وأن أدرس تصميم وتنفيذ الأزياء في الجامعة، وأصبح لديّ مشغلاً خاصاً بي. ففي النهاية، عدت إلى ما أحبّه.


برأيك ما الذي شكّل نجاح نجا سعادة؟ وكيف تمكنت من حجز مكانة مرموقة لابتكاراتك في وقت قياسي؟

الشغف والعمل الدائم هو الذي ساهم في تشكيل نجاحي. أسعى دائماً إلى تطوير نفسي واكتشاف أشياء جديدة، فأعمل بكل جهد لتحقيق أهدافي. الابتكار يحتاج إلى صفاء وهو مجهود ذاتيّ داخليّ.

ولا شكّ أنّ تطوير الذات من خلال قراءات منوعة وبحث دائم عن مصادر جديدة للإلهام هو امر ضروري يساعد في فتح الأفق وحسم الخيارات لتحقيق النجاح.

من ناحية اخرى، أسعى دائماً لدفع ودعم فريق عملي أيضاً إلى تحدّي ذاتهم لكي نأتي بمنتج نهائيّ مميز.


كيف تصِف اناقة المرأة العربية؟ وما الرسالة التي توجهها لها؟

تتميّز أناقة الامرأة العربية بمستوى عالٍ للغاية، إذ هي امرأة مطّلعة على صعيد الموضة وكل اتجاهات الجمال (شعر ومكياج...). هذا الأمر مهمّ جداً ويخوّلها أن توثق بمصمم الأزياء بطريقة أسرع. فهي تعرف ما الذي يناسب ذوقها وجسمها. واليوم، مع تطوّر التكنولوجيا، أصبح من السهل جداً قراءة المعلومات ومعرفة كل ما هو جديد. وتُعرف المرأة العربية أنّها تعمل على تطوير نفسها، وأنا أفتخر جداً بهذا الأمر.

الرسالة التي أريد أن أوجهها إلى المرأة العربية هي أن تعطي كل مناسبة حقها، أي لا يمكنها اعتماد الستايل عينه في كل المناسبات. فكل مناسبة تتمتّع بخصوصيتها وبإطلالتها الخاصة بها، فعلى المرأة اختيار الفستان الذي يناسبها والذي يشبه المناسبة في الوقت نفسه.


ما هي نصائح نجا سعادة للسيدة التي تتوخى الأناقة في مختلف الاوقات والمناسبات؟

كلمة "الأناقة" هي الأساس. بالنسبة إليّ، الأناقة هي عندما تعتمد المرأة إطلالة تناسب شكلها وجسمها تمزج بين الستايل الكلاسيكي والعصري. فالأناقة تعني اختيار القماش الجميل والقصّة المناسبة واللون الذي يليق بالمناسبة والستايل المعتمد مع الفستان من ناحية الشعر والمكياج والاكسسوارات. السرّ يكمن في اختيار لوك متكامل.


ما مفهومك للأناقة وللجمال بشكل عام؟

أنا شخص يعشق الجمال، أحبّ أن أمتّع نظري بأشياء جميلة كل يوم من ناحية الطبيعة والموسيقى والمسرح وكل ما هو فنّ، بالإضافة إلى الموضة والأناقة، أي كل ما يلهمني. بالنسبة إليّ، الجمال والأناقة هما بشكل عام التميّز، أي كل امرأة هي متميّزة وجميلة وأنيقة. كل امرأة لديها شيء مختلف عن امرأة أخرى هي جميلة. فالامرأة الموجودة في مناسبة ما وأشعر أنّها مميّزة، فهي تلقائياً تتمتّع بالأناقة والجمال.


بدأنا نرى عارضات ازياء بدينات، ما رأيك بذلك؟ وما هي القصات التي تنصحهن بها؟

اعتمدت عدداً كبيراً من دور الأزياء العالمية اتجاه عارضات الأزياء البدينات، وأرى أنّ هذا الأمر مهم جداً إذ بدأ مفهوم الجمال يتغيّر، وقد قلت سابقاً أنّ كل شخص لده تميُّز هو شخص جميل. هناك قصّات عديدة تناسب جسم العارضة البدينة وأزياء كثيرة تناسب شكل جسدها وتبرز جمالها. لا يوجد جسم مثالي، حتّى عارضات الأزياء لديها عيوب في جسمها. لذلك، يمكن للعارضات البدينات أن تظهر على منصات عروض الأزياء. اليوم، تبدّلت معايير الجمال فأصبح لدينا عدّة قصّات تناسب أجسام مختلفة، وهذا من واجب كل مصمم أزياء، بغض النظر عن اختيار عارضات أزياء بدينات أم لا.


وما نصائحك للسيدة العربية، السمراء، الشقراء، النحيفة والممتلئة؟

نصيحتي للمرأة العربية هي أن تختار الألوان التي تناسب لون بشرتها وتلك المناسبة لكل موسم، بخاصةً خلال فصل الصيف عندما يفرق لون البشرة. يفرض شكل الجسم أيضاً ألواناً معيّن وقصّات مختلفة. فتلعب القصات دوراً مهماً للغاية إذ تسمح بإبراز جمال الجسم. وأنا دائماً أقول "إبراز جمال الجسم وليس إخفاء عيوب الجسم"، لأن كل جسم لديه أشياء جميلة يمكن إبرازها.