جمال
Acqua di Parma قصة العطر الذي وُلد في مدينة صغيرة وأسر العالم
Lucy habib
15-December-2025

من مدينة Parma الى هوليوود
عام 1916، انطلقت الحكاية من مصنع صغير في شمال إيطاليا، بهدف بسيط: تعطير مناديل الرجال. لكن البساطة كانت بداية لمغامرة كبيرة، وسرعان ما أصبح هذا العطر الرفيق الدائم لأفضل الخياطين، وسيطر بحضوره دائمًا في أفلام هوليوود وروما وميلانو. ومع كل زجاجة، كان العطر يروي نفسه، يعكس روح مدينة بارما، لون واجهاتها، دفء أشعتها، ونقاء ضوء الشمس على حدائقها.
كانت البداية مع Colonia، عطر خفيف ومشرق، ينضح بالحمضيات الإيطالية في صباح ربيعي. جاء ليثير حواسك دون أن يطالب بالانتباه، يعكس أناقة هادئة، نقاءً شفّافًا، فلسفة جمالية لا تطغى على الحياة بل تتناغم معها. مع مرور السنوات، أصبح هذا العطر عنوانا للطبقة الراقية في إيطاليا، ومع السينما الإيطالية ثم الهوليوودية، تحول إلى رمز عالمي للأناقة الخالدة.... ولم تعد Acqua di Parma مجرد عطر، بل أسلوب حياة متكامل. توسعت لتشمل شموعا منزلية، مستحضرات استحمام، أدوات حلاقة، إكسسوارات جلدية، ومجموعات سفر.... كل منتج منها يحاكي تجربة حياة إيطالية: رائحة، ملمس، منظر، إحساس. وبذلك، يصبح العطر أكثر من رائح ة على الجلد؛ بل جزءا من الطقوس اليومية، من اللحظات التي نختار فيها أن نعيش الفخامة بلا صخب، الرقي بلا استعراض.
طرق تقليدية لاستخراج أجمل النفحات وأكثرها نقاءً
ما يجعل عطور Acqua di Parma فريدة ليس مكوناتها فحسب، بل طريقة صنعها. كل زجاجة تُنفّذ يدويًا، كل ملصق يُلصق بعناية، وكل صندوق يُصنع في ورش محلية صغيرة. حتى زيوت الحمضيات، مثل البرغموت، تُستخرج بطرق تقليدية دقيقة، فإن قشورها تُفرك يدويا على إسفنجات بحرية لتلتقط الزيت، ثم تُعصر للإفراج عن نفحاتها الطبيعية. هذه الحرفية تعكس فلسفة الدار: لا صخب، لا ازدحام، مجرد توازن ونقاء ينبع من الأرض ومن يد صانع ماهر.
وراء كل نفحة من Acqua di Parma أسرار لا يعرفها إلا القليلون، فهي ليست مجرد مزج للروائح، بل رحلة دقيقة بين الطبيعة والحرفية. فالبرغموت الصقلي (نسبة الى مدينة صقليا) لا يُستخدم إلا إذا تم حصاده في ساعة محددة من الصباح، حين تكون الزيوت الأساسية في أعلى تركيزها، لتمنح العطر نكهة مشرقة لا تتكرر. اللافندر يُجفف بعناية بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة، ليحافظ على نعومته ورائحته الخشبية الزهرية في الوقت نفسه. أما الورود البلغارية، فهي تُقطف يدويا قبل الفجر، لتلتقط الرطوبة الطبيعية وتحتفظ بعمق أريجها دون أي إضافات اصطناعية. وحتى المزج بين الطبقات العطرية يُنفّذ في درجات حرارة مختلفة وبطرق تقليدية، لضمان أن كل نفحة من الحمضيات، الزهور، والأخشاب تبرز بقوتها دون أن تطغى على الأخرى.
رفاهية إيطالية تُشرق في قلب الشرق
الحكاية لم تتوقف عند أوروبا، فقد دخلت الدار الشرق الأوسط بحذر وذكاء. في دبي، افتُتح بوتيك رسمي يعكس تصميما داخليا مستوحى من العمارة الإيطالية، بحيث يجمع بين الجلد الأصفر، الأرضيات الخشبية، والثريات المركزية، ليقدّم تجربة حسية متكاملة لكل من يعشق الفخامة. تبع ذلك الدوحة، حيث تم افتتاح منزل العطور على مساحة راقية في Place Vendôme ، وأخيرا الى الرياض، حيث اصبحت تجربة شراء العطر بمثابة رحلة إلى قلب إيطاليا، مع خدمة حفر شخصية على الزجاجات لتصبح هدايا فاخرة تعبّر عن الذوق الرفيع.

وخلال هذه الرحلة الطويلة، وُلدت طبقات جديدة من الشخصية العطرية للدار Colonia Club للرجل الرياضي الأنيق، حيث يلتقي النعناع والحمضيات في بداية صباحٍ بارد، ثم ينساب إلى قلب عشبي وقاعدة خشبية دافئة. اما Peonia Nobile فللمرأة الواثقة: أنوثة تتفتح بلا خوف، من توت وفلفل وردي إلى قلب مخملي من الورد والفريزيا وقاعدة من الباتشولي والعنبر، تروي قصة قوة ناعمة ورفاه بلا مبالغة.

وأخيرا عطر الـ Oud النقي الذي يأسر الحواس ويأخذنا إلى عمق الشرق، بمزيج فريد من حمضيات صقلية مع العود الناعم والجلد والعنبر، ليكون حضورا هادئا وفخما دون صخب، كدعوة للغوص في الرفاهية الإيطالية من قلب الشرق.
والآن، بعد أن فتحت الدار أبوابها في الشرق الأوسط، بات بمقدور القارئ العربي أن يعيش هذه التجربة، يلمسها، ويستنشق عبيرها، وكأن الشمس الإيطالية قد أشرقت في قلب دبي، الدوحة، والرياض، لتصبح رحلة الفخامة الإيطالية جزءا من يومياته.
قد يعجبك
10 أخطاء يومية تتلف شعرك
15-December-2025
أكاديمية Dr. Dray الرائدة عالمياً في الطب التجميلي
15-December-2025
