لايف ستايل

مع بداية كل عام جردة حسابات وقرارات جديدة نتخذها... فلماذا لا نتمكن من تنفيذها؟!!

ريتا الخوري خالد

25-January-2022

مع بداية كل عام جردة حسابات وقرارات جديدة نتخذها... فلماذا لا نتمكن من تنفيذها؟!!

مع نهاية كل عام، تقوم الشركات والمؤسسات بجردة حساب للعام المنصرم وتضع خطة جديدة للعام المقبل. وكذلك نحن السيدات، نقوم بهذه الجردة لنرى ما الذي تحقق من احلامنا وأهدافنا وما الذي عجزنا عن تحقيقه... فنبدأ باتخاذ قرارات نطمح الى النجاح بتنفيذها في السنة الجديدة، كأن أكون إنسانا أفضل، أو أن أتصالح مع نفسي ومع الآخر، أو أن أجد وقتا لي وأهتم بجمالي أو برشاقتي أو أن أحقق نجاحا مهنيا أو أن أنال شهادة جامعية وغيرها من الأهداف... فالأحلام لا تنتهي ولكن يبقى السّؤال: لماذا نفشل غالبا في تنفيذ هذه القرارات لتبقى في اكثر الاحيان ضمن إطار الاحلام البعيدة المنال رغم بساطتها؟؟

وما هي شروط إنجاح مخططاتنا؟ إليك قارئتي العزيزة بعض الإجابات مع الإختصاصية في علم النّفس الآنسة أورور مطر.

 

شروط إنجاح مخططاتنا

تقول الاختصاصية في علم النفس أورور مطر، إن هناك شروط أساسية لإنجاح أي مخطط وهذه الشروط هي :

  • الرّغبة: نجاحي في تحقيق هدفي متعلق بمدى رغبتي بذلكـ فمثلا إذا كان هدفي نيل شهادة معينة، فان نجاحي يتعلق بمدى حبي للاختصاص الذي اخترته... أو إذا كان الهدف ممارسة الرياضة أو الاهتمام بصحتي فهذا مرتبط بمدى اهتمامي بشكلي وبجسمي... فان الشغف هو ما يحركني ويدفعني للوصول إلى الهدف.
  • القدرة: الشرط الثاني هو القدرة على إنجاز ما أريد، فعليّ أولاً أن أسأل نفسي إن كنت أمتلك القوة والقدرة أو الوسائل التي تمكنني من الإنجاز. فالرغبة وحدها لا تكفي علي أن أبذل جهدا وأن يكون دافعي قويا لأصل إلى نهاية سعيدة.
  • المثابرة: في معظم الأحيان نبدأ بحماس واندفاع بالعمل على أمر ما، إلا أننا سرعان ما نفقد هذه الرغبة والحماس للاستمرار بما نقوم به... وبذلك نكون قد وصلنا إلى منتصف الطريق واستسلمنا. إن تحقيق أهدافنا يتطلب المثابرة وإيجاد دوافع جديدة تجعلنا نكمل الطريق ونثابر دون توقف حتى الوصول إلى ما نرغب به.

 

قرار اتباع حمية غذاية... اسباب فشله

ما لا خلاف عليه، أن أهم القرارات وأكثرها انتشاراً، هو قرار التخلص من الكيلوغرامات الزائدة واتباع دايت او حمية غذائية، لاسيما بعد انتهاء موسم الاعياد بكل ما يتخلله من حلويات وأطايب المأكولات التي نكون قد التهمناها ونحن نمنن أنفسنا بحمية سوف تمحي ما اكتسبناه من سعرات حرارية وسمنة مع بداية العام الجديد!!... ولكن غالباً ما نتراجع عن هذا القرار فور البدء بتنفيذه او بعد ايام قليلة... فلماذا لا ننجح في ايصال قرارنا هذا الى خواتيمه السعيدة؟؟؟

لماذا نختار دائما أن نبدأ الدايت أول السنة أو أول الأسبوع أو أول الشهر؟ لماذا لا نبدأه في أي يوم ؟على هذا التساؤل أجابتنا أخصائية التغذية كريستيل زيدان حيث أوضحت أن هناك نوعان من الأشخاص الذين يبدأون الدايت في أول الأسبوع أو أول العام. النوع الأول ما يسمى بالyoyo dieter   وهو الذي يتبع حمية الى حين ان يفقد بعض الوزن وعندما يحقق مراده يعود إلى الأكل بشراهة فيعود وزنه إلى ما كان عليه، فيقرر من جديد العودة إلى الحمية "يوم الإثنين" او مع بداية كل اسبوع، وهكذا تتكرر القصة نفسها مع كل البدايات الزمنية...

أما النوع الثاني فهو الserial dieter او الشخص الذي جرب كل أنواع الحمية  منذ كان في سن الخامسة عشر فيفقد وزنه  خلال شهر أو شهرين ثم يمل من الحمية ويعود ليعوض ما فاته من السكاكر والأطعمة الدسمة وهو مقتنع أنه باستطاعته فقدان الوزن الزائد متى أراد فيحدد موعدا لبداية الحمية الجديدة مع بداية الأسبوع أو بداية السنة.

 

ما الحل؟

تقول أخصائية التغذية أن الحمية ليست حرمانا بل هي طريقة عيش lifestyle فهي غير مرتبطة بزمان معين انما تعوّد الى نظام غذائي نتبعه طيلة ايام حياتنا، متنوع ودائم مع كميات محددة من الطعام تؤمن للجسم ما يحتاجه دون أن نكتسب وزنا زائدا ودون ان ننحرم من أي أكلة نشتهيها.. وحينها لا نعد بحاجة لتحديد موعد للدايت...

يبقى أن نقول أن الزمن هو مجرد أرقام... فـ إستمري في وضع أهداف جديدة واسعي الى تحقيقها... ولاتخافي من الفشل، فما لا ننجح في تحقيقه اليوم، سوف ننجح بالتأكيد، مع القليل من المثابرة والاصرار، من إنجازه غداً... ولا تيأسي من احلامك... بل اجعليها اوسع من الفضاء...