ملهمات

ليال الاختيار

أناقة الكلمة

جاد عبود

22-September-2022

ليال الاختيار

ليال الاختيار اسم لمع في عالم الاعلام السياسي ليس فقط لجمالها واناقتها بل لثقافتها المعمقة التي تثري حواراتها السياسية بروحية وفكر مختلف، مغلّف برقي الكلام وعمق الطرح والتحليل. فقد استطاعت ليال الاختيار التي تميزت منذ دخولها الى عالم الاعلام بعصاميتها ومثابرتها واصرارها على نهل المزيد من منابع المعرفة والثقافة، وفي فترة قياسية، ان تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين اعلاميين عربيين مخضرمين، وان توجد مفهوماً جديداً للاعلامية الناجحة التي تجمع بين جمال الشكل والمضمون بتميز ورقي. ورغم صغر سنها، حقّقت ليال نجاحا مضطرداً بتنقلها بين اهم محطات التلفزة اللبنانية، لتتلقفها شاشة "العربية" وتضمها مؤخراً الى اعلامييها الأساسيين، لتحقق ليال النجاح تلو الآخر متكئة على اناقة كلماتها وذكاء مضامينها.

من هي ليال الاختيار؟ وكيف استطاعت في فترة وجيزة ان تكون مثالاً للسيدة اللبنانية الجميلة والمثقفة في آن، وملهمة للكثيرات من بنات جيلها باصرارها ومثابرتها على النجاح في اصعب الظروف التي يمر بها لبنان، لتصبح اليوم سفيرة لبلدها في المحافل الدولية كإعلامية سياسية من الطراز الأول.


درست الطب لتنتقلي بعدها الى الاعلام، ما الذي جذبك الى هذا العالم المختلف كلياً عن مجال دراستك؟

صحيح، فقد انتقلت من المجال الطبي الى عالم الأعمال ومن ثم الى الإعلام. فأنا أعشق السياسة، وهذا ما جذبني الى هذا المجال، وإذا ما اعتزلت الاعلام يوماً فسوف أتجه بالتأكيد نحو العمل في السياسة او في المجال الدبلوماسي. السياسة بالنسبة لي شغف بحد ذاتها، واعشق التعمق في ملفاتها وأحرص على التركيز على المضمون الذي أقدمه بغض النظر عن مساحة الاطلالة التلفزيونية. وبالعودة الى مسألة الدراسة الأكاديمية، فهناك مَن يعيبون عليّ عدم دراستي للاعلام ولكنهم نسوا ان باقة كبيرة من الاعلاميين البارزين والناجحين لم يدرسوا الصحافة والاعلام بل اختصاصات أخرى كالأدب والعلوم السياسية وغيرها. كما اني من الاشخاص الذين يعتبرون ان الثقافة السياسية هي التي تجعلك تنجحين في مجال الاعلام السياسي وليس الدراسة الأكاديمية منفردة، هذا فضلاً عن الحضور والإلقاء والتمتع بلغة عربية سليمة بالطبع، وهي أمور يمكنك العمل عليها وتطويرها.


بالعودة الى البدايات، كيف كانت بداياتك كإعلامية، وهل للصدفة مكان في حياتك المهنية؟

كما قلت آنفاً، فإن شغفي بالسياسة هو الذي جذبني الى الاعلام، ولكنهم في البداية حاولوا توجيهي واقناعي بالعمل في البرامج الترفيهية، لأنه لم يكن هناك من مراكز خالية في قسم السياسة، ولكنني تحديت نفسي لأثبت لهم قدراتي وثقافتي التي تخولني العمل في الأخبار والبرامج السياسية. بدأت من الصفر وعملت على تطوير نفسي وأدواتي، واعتبر اني نجحت في هذا المجال بفضل ثقافتي واطلاعي على مختلف الملفات السياسية. ولم يكن دخولي الى الاعلام مجرد صدفة بل كان نتيجة إصرار وتخطيط، واحمد الله على أني لم أتأثر بأضواء الشهرة ولم اسمح لها بأن تلهيني عن تقديم مضمون جيد بمهنية ومصداقية وتميز، الامر الذي جعلني أحقق النجاح الذي كنت أطمح اليه بفترة زمنية قياسية، بعد جهود مضنية بحثاً عن معلومات اضافية تثري ثقافتي وقدرتي على التحليل والتمحيص من اجل تقديم مادة مختلفة الى المشاهد.


على رغم من سنوات عملك المعدودة في هذا المجال، الا انك استطعت ان تحجزي لنفسك مكانة مرموقة في عالم الاعلام، ما سر نجاحك هذا؟

المهم ان نحب ما نقوم به لننجح في اتمامه على أكمل وجه، وألا ننظر الى عملنا على انه مجرد مهنة ذات دوام محدد، بل علينا ان نعطيه ما يكفيه من الوقت والاهتمام، فإن الوقت الذي أخصصه لعملي هو اكثر بكثير من الدوام المطلوب، فإن مهنتي هي الهواية الاحب الى قلبي والتي لا اتعب من الغوص في فصولها وخفاياها في كل الاوقات. ولذا اعتبر ان نجاحي في الاعلام السياسي نابع من محبتي لهذا المجال وشغفي به.




ما هي السمات التي تتميز بها المحاورة السياسية ليال الاختيار والتي جعلتها تفوز بمحبة واحترام الجمهور بمختلف انتماءاته السياسية؟

احترام الرأي الآخر رغم اختلافي معه، كما اني أحرص على عدم تسطيح اي من القضايا المطروحة، ومعالجة المواضيع كافة بعمق ومصداقية في وقت يتم فيه تسطيح الأمور وتسخيفها لصالح أحد الأفرقاء السياسيين في مواجهة آخر.


وكيف استطاعت ليال الاختيار ان تطرح نفسها كإعلامية لكل اللبنانيين وليس مع فئة ضد أخرى؟

لم أكن يوماً في حياتي تابعة لأي من القادة السياسيين، فبالنسبة لي لكل واحد منهم أخطاؤه التي علينا كصحافيين ألا نغض النظر عنها، حتى وإن كنا نميل الى الخط السياسي لأحدهم، فإن ذلك لا يجب ان يمنعنا عن انتقاده اذا ما أخطأ. فأنا شخصيا أنتقد نفسي فكيف يمكنني أن أتحزب لسياسي بشكل أعمى وان أبرر له أخطاءه وانا أعلم أنه مخطىء؟!!، فلا وجود للملائكة في السياسة. وللأسف ما من حزب ديمقراطي بالمعنى الحقيقي في لبنان، فإن كل الاحزاب تستمد سلطتها من رئيسها فلا تناقشه في اي من قراراته، ولو كان هناك حزب ديمقراطي واحد لانتميت إليه. لكنني من جهة أخرى، أحرص في برامجي الحوارية على استضافة اكثر من وجهة نظر واحدة لأعطي الجميع حق الرد واترك للمشاهد مهمة الحكم على المواقف ومجريات الامور. الا ان الامر يختلف اذا ما كان الموضوع يتعلق بوجود لبنان وهويته، عندها لا يمكنني ان اكون ديبلوسية لاسيما وانهم يحاولون أخذ لبنان الى مكان لا يشبهه ولا يشبهنا. انها قضيتي، وسأبقى دوماً، وإن اعتزلت العمل الاعلامي، ادافع عن لبنان الذي يشبهنا وكما نريده ان يكون. انها رسالة ويجب ان نعلِّم اولادنا كيف يحملون لواءها للحفاظ على لبناننا.


برأيك، ما هي صفات الاعلامية الناجحة؟ والى اي مدى يلعب جمالها دوراً في ذلك؟

لطالما عملت على ان اكون إعلامية ومحاورة ناجحة وليس مذيعة ناجحة وهناك فرق شاسع بين الاثنتين. فإن اي فتاة جميلة يمكنها ان تكون مذيعة ولكنها لا يمكنها ان تكون اعلامية ناجحة الا اذا كان لديها مضمون وثقافة تخولها ان تحاور ضيوفها في مختلف المواضيع، فإن الجمال تافه إن كان يفتقر الى المضمون. لكن للأسف، أصبح شكل الاعلامية أساسي في الاعلام العربي والأوروبي أيضاً، وان تستطيع ان تجمع بين الجمال والثقافة والمهنية لهو تحدٍ كبير وصعب، لا سيما وان بعض جميلات الشاشة يتخذن بجمالهن فينسين الاهتمام بأناقة الكلمة وثقافة الحوار. الجمال يخبو مع الوقت اما المضمون فهو الوحيد الذي سوف ينطبع في أذهان الناس وهو الذي يمنح الاعلامية الاستمرارية والنجاح، والمضمون ينبثق من الثقافة والقراءة والمتابعة والمثابرة، وان تعملي على تطوير نفسك باستمرار وان تكوني متواضعة في الوقت نفسه. فمن يعتبر انه وصل الى القمة سيكون سقوطه مدوياً.





اتخذت قراراً مفصليا في حياتك المهنية بانتقالك للعمل في دبي.

بالفعل، لقد كان قراراً مفصلياً بالنسبة لي، لا سيما واني كنت أرفض مغادرة لبنان، ولكنني قبلت لسببين اثنين: أولهما انني لم اكن أريد ان ابقى في دوامة المهاترات والحروب السياسية وانا على علم بأن ما من حل قريب للأزمة اللبنانية وان المنطقة تعيش مرحلة انتقالية وان لبنان جزء من هذه المرحلة لانه اختار ان يكون للاسف جزءاً من هذا الصراع الاقليمي. اما السبب الآخر فيكمن في قناعتي بأن القرار خارجي وليس داخلي وانني لن استطيع شيئاً حيال الانهيار والافلاس الذي اصاب بلادي، فقررت أن أسافر لاكون وجها من وجوه لبنان في الخارج، تلك الوجوه التي استطاعت ان تُحدث الفرق في اي مكان حلّت فيه، والقادرة على النجاح رغم الظروف والمصاعب التي واجهتها، فأصبحث مثالا يحتذي به الجيل الجديد.

ارى انه بوجودي خارج لبنان، يمكنني ان احمل لواء القضية اللبنانية وان اساعد لبنان اكثر من ان اكون في ربوعه، وذلك من خلال المحافل الدولية والمؤتمرات التي تُعقد في الاغتراب اللبناني.


كيف كان استقبال دبي لك؟

استقبال دبي لي كان اكثر من رائع وجعلني اشعر انني لا زلت في وطني. فمن المعروف عن دبي انها ملتقى الثقافات والاحلام، وانها تمدك بالطاقة والفرص لتثبتي قدراتك وتكوني ناجحة. ورغم الحنين للوطن الذي اشعر فيه من وقت الى آخر، الا اني اشعر اني بين اهلي وناسي.

اختارك تلفزيون "العربية" للانضمام الى فريق عمله مع اعلاميين واعلاميات مخضرمين من مختلف الدول العربية، اخبرينا عن تجربتك هذه؟

لقد اختارني تلفزيون العربية لأكون بين اعلامييه الأساسيين على الرغم من وجود اعلاميين مخضرمين في فريق عمله، وهي ثقة أعتز بها. ففي العادة تدخل المذيعة الى تلفزيون "العربية" لتتدرج شيئاً فشيئا لتصل الى مرتبة اعلامية محاورة، اما انا فدخلت الى الـ prime time مباشرة فور انضمامي الى العربية، وهي ثقة كبيرة اولتني اياها ادارة المحطة أشكرها عليها، وأخص بالشكر المدير العام الاستاذ ممدوح المهيني على هذه المسؤولية الكبرى التي اولاني اياها، وعلى اختيارهم لي من بين اسماء مخضرمة في عالم الاعلام.


كيف استطعت اثبات قدراتك في وقت قياسي في "العربية"؟

لقد كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي، وصعب للغاية، لان ارشيفي كان غنيا بالملفات اللبنانية. صحيح انني كنت مطلعة على القضايا العربية الاقليمية والدولية ولكن ليس بتفاصيلها الدقيقة. فتحديت نفسي وكنت اعمل على الا يشعر المشاهد انني جديدة على تلك الملفات او على المحطة، وكنت امضي ساعات طويلة وانا اقرأ عن القضايا المطروحة واتعمق في مسبباتها ونتائجها لأكون على علم بمختلف تفاصيلها وتداعياتها، ولأكون متمكنة في حواراتي عنها واقدم للمشاهد مادة جديدة وهامة. الفترة الماضية أنهكتني ولكن الحمد لله كنت على مستوى تلك المرحلة وقمت بإثبات قدراتي المهنية في اي ملف يُطرح على طاولة الحوار.


هل من السهل تكوين صداقات في عالم الاعلام؟

ليس من السهل ابدا تكوين صداقات في هذا المجال، ولكنني فوجئت بأشخاص من كل الثقافات والجنسيات وقفوا الى جانبي وساعدوني دون اي مقابل، وهو اسمى انواع العطاء، لأن انسانيتهم تأتي بالنسبة اليهم قبل اي اعتبار آخر، لن يحبوا ان اذكر اسماءهم ولكنني اشكرهم من كل قلبي. اما الصداقات فمن الصعب الحصول عليها في هذا الوسط لان المنافسة للاسف تلغي مشاعر الصداقة. ليتهم يعلمون ان لا داعي لكل ذلك، فكل واحد منا سيأخذ نصيبه في هذه الحياة ونتيجة جهوده وأعماله.





من هي الاعلامية المثال بالنسبة لك؟

OPRAH، فأنا احترم الناس العصاميين الذين بدأوا حياتهم من الصفر وحققوا النجاح بمعزل عن اي دعم ورغم ظروفهم الصعبة، وأوبرا واحدة منهم. فليس من المهم ان تكوني غنية او مدعومة من جهة معينة لتحققي النجاح، بل يكفي ان تثقي بنفسك وبقدراتك وان تتسلحي بالعزيمة والاصرار وألا تتعالي على احد وسيكون النجاح حليفك بالتأكيد. اوبرا اعلامية بنَت نفسها بنفسها واعطت الاولوية لرسالتها الانسانية ولذا اعتبرها مثالا لي، بالاضافة الى الكثيرين غيرها من العصاميين والمكافحين.


ما هي الحلقة او الحوار الذي اجريته والذي تعتزين به وتعتبرينه جواز عبور الى كبريات المحطات العربية؟

هناك العديد من الحوارات التي اعتز بها ولكن لا يمكنني ان اقول انها كانت جواز عبور الى محطات عربية. لنقل انها كانت مختلفة، مع قادة من نوع آخر، من مثال اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذين اعتبرهم قادة تلك المرحلة المفصلية في تاريخ لبنان وأهم من السياسيين جميعهم. هذا بالاضافة الى حوارات أعتز بها مع رؤساء دول وحكومات ومؤخراً مع الرئيس الأوكراني، وهي حوارات عززت مسيرتي المهنية، لاسيما وان كلام الرؤساء ومواقفهم يحدّد المرحلة السياسية، ولقاءاتنا بهم لا تموت وتبقى متداولة لسنوات طويلة، على امل ان تكون بداية وطريق معبدة نحو "حوار الرؤساء" على مستوى العالم العربي والدولي، وهو أمر أطمح اليه بشدة وآمل ان أتمكن من تنفيذه. انه مشروع في غاية الصعوبة ولكن ما من شيء مستحيل.


ألا يمكن ان نرى ليال الاختيار في برنامج اجتماعي بعيداً عن السياسة؟

من الممكن جداً ان أقدم برنامجاً يُعنى بالشباب العربي الذين يحتاجون الى الاطلاع على نماذج شابة حققت النجاح في أحلك الظروف، وذلك ليكونوا مثالا لهم وليحفزوهم على تحقيق نجاحاً مماثلاً. إنه البرنامج الذي أطمح إليه الى جانب المشروع الحواري الذي تكلمت عنه آنفاً.





ما هو الخبر الذي أثر بك وتمنيت لو لم تعلني عنه للبنانيين؟

خبر انفجار مرفأ بيروت في 4 آب. كنت حينها على الهواء مباشرة، وكانت عملية تغطية هذه الكارثة الانسانية صعبة جداً بالنسبة لي. لا سيما عندما قمت في اليوم التالي بالاعلان عن الجرحى والوفيات، هذا فضلاً عن الاحاديث والحلقات التي أجريتها في مستشفيات بيروت، ولا زلت أذكر حتى اليوم طبيب جراح شاب فقد جراء الانفجار عصب يده التي كان يجري بها العمليات، كان يبكي ويقول: "مستقبلي دُمِّر بالكامل... لا اعرف ماذا سأفعل في المستقبل"... تركت الطب لأنني لم أستطع تحمل أنين المرضى ولكنني عشت أوجاعاً وآلاما لا يمكن تخيلها في مستشفيات بيروت مع الجرحى وأهالي الضحايا.


ما هو الخبر الذي اوقفت دموعك بصعوبة وانت تتفوهين به؟

لم استطع إيقاف دموعي، خلال جائحة كورونا وانا أستضيف الأمهات اللواتي يعملن في القطاع الطبي وأبعدتهن كورونا عن أولادهن. كنت حينها بعيدة أيضاً عن أمي ولم أكن قد رأيتها منذ فترة طويلة فلم اتمالك نفسي وبكيت على الهواء مع الأمهات حنينا وشوقاً الى أمي (نصفي الثاني).


اي شخصية نسائية تودين لقاءها؟ ولماذا؟

النساء اللواتي أثبتن وجودهن الفاعل في القطاع السياسي، لا بل كنّ مؤثرات، من أمثال رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، فبغض النظر إن كنا مع سياستها او ضدها، فهي شخصية قوية وصلبة وأثبتت قدراتها وامكانياتها في عالم السياسة. أما عربياً، فللأسف لم تستطع النساء السياسيات المتواجدات حالياً ان يكن قادة على مستوى المرحلة، وهذا ما يجب ان نعمل عليه في المرحلة المقبلة وان نثبت قدراتنا كنساء في عالم السياسة. فنحن قادرات أن نكون فاعلات بشكل أكبر لا سيما واننا نملك الامكانيات الفكرية والمعرفية لنكرّس أنفسنا كقوة فاعلة. ولا يجب أن ننتظرهم ليتصدقوا علينا بكوتا نسائية، بل علينا ان نأخذها منهم بجدارتنا، فنحن قادرات على ذلك.


ما هو السؤال الذي يشغل بالك وتودين طرحه وعلى مَن؟

" اي لبنان تريدون؟" وهو سؤال يشغل بال كل اللبنانيين وأود طرحه على السيد نصرالله. وقد يجب ان نطرحه على اللبنانيين فإن لبنان الذي يشبهنا بدأنا نفقده، ولذا علينا ان نعرف اي لبنان نريد لنبدأ بالعمل من اجل إعادة بنائه.





اذا ما تأمنت لك القدرة على ان تكوني غير مرئية، في اوراق وملفات مَن ستبحثين؟

اذا ما تأمّن لي ان أكون غير مرئية، أبحث في ملفات الرئيس الصيني لأعلم إن كان قادراً على ان يكون قوة مستقبلية تؤمن التوازن بين دول العالم، واذا ما سيكون نموذجاً لدول المنطقة محاذٍ للنموذج الغربي، كما سأبحث في ملفاته عن رؤيته المستقبلية والتي ستغير شكل العالم بالتأكيد، إنها أسئلة تشغل بال الجميع.


بعيداً عن العمل وتحدياته، من هي ليال الاختيار؟

ليال سيدة لبنانية "عملت حالا بحالا" آمنت بنفسها وبقدراتها، وطريق النجاح لا يزال طويلاً أمامي، ولدي خطط كبيرة للمستقبل آمل تحقيقها. انا ككل السيدات اللبنانيات حالمة وطموحة، محبة واحمد الله على اني قادرة على ان احب المحيطين بي دون مقابل ولا أنظر الى ما في جعبة الآخرين واشكر ربي على كل النعم التي منحني اياها. أركز على نفسي وعلى كيفية تطوير معارفي وقدراتي، كما أحاول ان أساعد قدر الامكان وهو أمر يمنحني سعادة لا توصف.





ما هو الكتاب الذي تعاودين قراءته مرارا وتكرارا؟

الكتب التي أقرأها ولا أمل منها هي كتب أسرار النجاح التي تروي لنا حياة اشخاص حققوا نجاحاً بارزاً ومسيرة حياتهم التي أوصلتهم الى ما هم عليه. كيف ثابروا لتحقيق اهدافهم وكيف تمكنوا من تخطي الصعاب التي واجهتهم وكل ما يمكن ان يتعلق بانجازاتهم. هذا فضلاً عن الكتب التثقيفية ولكن قصص النجاح هي اكثر ما يجذبني.


العطل الاحب الى قلبك اين تمضينها ومع من؟

العطل الأحب الى قلبي هي التي أمضيها بين أهلي وأخوتي، والمائدة التي تجمعنا أمي حولها هي بالنسبة لي اجمل مكان في العالم والأحب الى قلبي. هناك أكون انا على سجيتي وأشعر بقيمتي عندما أكون مع عائلتي. العائلة لا تعوض ويمكنني ان أضحي بكل شيء كرمى لعيونهم.


أخبرينا عن حياتك الشخصية وماذا عن يومياتك، كيف تمضينها بعيداً عن العمل؟

حياتي الشخصية بسيطة للغاية، أفضل تمضية اوقات الفراغ وايام العطل مع المقرّبين مني والاصدقاء، بحيث اكون معهم على طبيعتي بعيدا عن المظاهر والمجاملات التي لا تشبهني وتتطلبها الدعوات والحفلات الكبرى التي نُدعى اليها. فأنا بطبيعتي، أتصرف بتلقائية بعيداً عن التكلف. انا نفسي كما تراني على الشاشة كذلك في حياتي اليومية.





لا شك ان الاعلام يمنح المرأة القوة والسلطة، ويجعلها امرأة حديدية، الى اي مدى قد يؤثر ذلك سلبا على أسرتها وحياتها الشخصية؟

صحيح ان الاعلام يعطي المرأة القوة والسلطة ومن الممكن ان يتيح لها ان تكون امرأة حديدية، مؤثرة وفاعلة اكثر من اي مجال آخر، ولكن مع ذلك، عليها ان تفصل بين حياتها المهنية والخاصة بحيث لا تتأثر أسرتها سلباً جراء ذلك. وانا شخصياً افصل بشكل كلي عملي عن بيتي وحياتي مع ابني، الذي اعتبره أهم انجاز حققته في حياتي، واهم من الاعلام ومن اي شيء آخر.


نراك اليوم بأسلوب مغاير عما كنا نراك عليه في اطلالات كلاسيكية، ما الذي يعنيه لك عالم الموضة؟

أحب الموضة وأتابعها كسواي من السيدات اللبنانيات المعروفات بأناقتهن، ولكن لكل واحدة منا أسلوبها الخاص. وقد قررت مع المسؤولين في "مدام فيغارو ارابيا" ان اظهر على غلاف هذه المجلة بشكل مختلف لم يعهدني به المشاهدون من قبل. فعملي كمحاورة سياسية يحتم علي اختيار ملابس كلاسيكية، والتي اجد نفسي فيها اكثر من غيرها، ولكن ما من شيء يمنع ان تكون لي اطلالات مختلفة تحاكي توجهات الموضة كما ظهرت في الجلسة التصويرية التي خصصتموها لي.





ما الدور الذي يلعبه الجمال والاناقة في حياة الاعلامية، والى اي مدى تجدينهما اساسيين لنجاحها؟

لقد اصبح الجمال والاناقة مع المضمون بالطبع، عوامل اساسية لنجاح اي اعلامية، والاعلامية المتميزة هي التي تجمع بين تلك العوامل جميعها.


قلت في تغريدة لك ان هناك دوماً امل وفرصة جديدة، فماذا تقولين اليوم؟

عندما نفقد الأمل سوف نفقد الشغف وبالتالي فرص النجاح ايضاً. فإن الفرص لا تأتي الا للمتفائلين والايجابيين. ومهما كبرت مصائبنا علينا ألا نفقد الامل بغد أفضل. ولا وجود للحظ بل هناك تفاؤل واصرار ومثابرة على التقدم والتطور من اجل تحقيق الاهداف التي نرنو اليها.