هل يكفي تنظيف الأسنان مرة واحدة يومياً؟

بيئة خصبة للبكتيريا الضارة

تؤكد الباحثة في علم الأحياء الدقيقة وطبيبة الأسنان الجرّاحة الدكتورة إلودي تيرير Élodie Terrer، أن تنظيف الأسنان غير الكافي يسهّل تكاثر البكتيريا الضارّة في الفم. فالغرض الأساسي من تنظيف الأسنان هو إزالة اللويحة الجرثومية والجير، اللذين يشكّلان بيئة مثالية لتكاثر أنواع مختلفة من البكتيريا، سواء المفيدة أو المضرّة.

وعندما نهمل تنظيف الأسنان في الصباح، تتكاثر هذه البكتيريا طوال اليوم، مستفيدة من بقايا الطعام التي نتناولها، كما توضح الطبيبة. أمّا في حال إهمال التنظيف المسائي، فالضرر مضاعف، لأنّ تدفّق اللعاب وهو آلية التنظيف الذاتي للفم، يتباطأ أثناء النوم.

من هنا يبدأ ما تسميه الطبيبة "الدائرة المفرغة": تراكم البكتيريا يخلّ بتوازن المايكروبيوم الفموي أي توازن الجراثيم الفموية، ما يؤدي إلى إضعاف مينا الأسنان، وهي الدرع الواقي لها، ويتسبّب في التهابات اللثة وظهور التسوّس.

تضيف الطبيبة: "مع الوقت، يمكن أن يتطور هذا الخلل إلى أمراض اللثة كالتهاب اللثة أو تراجعها (ما يعرف بارتخاء الأسنان)، وقد تمتد العدوى إلى أعضاء أخرى في الجسم. لذلك، يجب على مرضى السكري أو الذين يعانون من أمراض القلب الانتباه بشكل خاص إلى نظافة فمهم، لأن أي التهاب فموي قد يزيد حالتهم سوءاً".

عدوّ النفس المنعش والأسنان البيضاء

من جهة أخرى، فإن إهمال تنظيف الأسنان لا يهدد الصحة فحسب، بل يؤثر أيضاً في الرائحة والنظافة الشخصية. توضح الطبيبة إلودي تيرير: "تتفاعل بعض البكتيريا مع بعضها البعض وتنتج غازات كالميثان والكبريت، ما يؤدي إلى رائحة فم كريهة. كما أن بعض الأشخاص أكثر عرضة لذلك بسبب طبيعة قنواتهم اللعابية التي قد تسدّ بسهولة بسبب تراكم الجير".

ولا يقتصر الضرر على الرائحة وحسب، بل يتأثر أيضاً لون الأسنان بمشروبات مثل القهوة والشاي أو التدخين، ما يفاقم تراكم البكتيريا ويزيد من آثارها السلبية.

عدم المبالغة: مرّتان تكفيان

وللحصول على تنظيف فعّال، تنصح الطبيبة بتنظيف الأسنان مرتين يومياً باستخدام فرشاة ناعمة، يدوية كانت أو كهربائية، مع معجون أسنان يحتوي على الفلورايد لإعادة تقوية المينا. يجب تنظيف جميع أجزاء الفم، بما في ذلك اللثة، لمدة لا تقل عن دقيقتين، مع استخدام الخيط أو الفرشاة بين الأسنان لإزالة بقايا الطعام ولوحة الأسنان. وتضيف: "من الأفضل تنظيف الأسنان بعد الوجبات، خصوصاً في المساء، حتى لا تجد البكتيريا في الفم ما تتغذّى عليه أثناء النوم".

لكن الحذر واجب أيضاً، فالإفراط في التنظيف مضر أيضاً. تحذّر الدكتورة تيرير من تجاوز ثلاث مرات في اليوم: "الفرك المفرط للفرشاة قد يكون عكسياً، إذ يسبّب تهيّج اللثة وحساسية الأسنان ويؤذي طبقة المينا". إذاً، الاعتدال هو القاعدة الذهبية.

يمكنك الاطلاع أيضاً على: عادات يومية تحافظ على صحة الأسنان مدى الحياة

لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام

فيديوهات المصممين العالميين والمشاهير على قناتنا على YouTube + video’s section