خطوات فعالة للتخفيف من ثقل الساقين في الصيف

رغم أنه إزعاج خفي، إلا أنه عنيد. فمع ارتفاع درجات الحرارة، يعود الإحساس بثقل الساقين، ذلك الشعور بالثقل والضغط الذي يظهر في نهاية اليوم، أو حتى منذ الصباح في بعض الحالات. وغالباً ما يكون هذا الإنذار الأول لما يعرف بالقصور الوريدي، وهو اضطراب في الدورة الدموية يصيب النساء بشكل أساسي، ويزداد سوءاً خلال فصل الصيف، وفق ما يوضحه طبيب الصحة العامة والمدير الطبي لدى شركة Thuasne، الدكتور أوليفيو كريسان Oliviu Crisan.

والسبب كما يشرح الطبيب هو أن الحرارة تتسبب في تمدد الأوردة، ما يضعف الصمامات التي من المفترض أن تدفع الدم نحو القلب، وهكذا، يضعف تدفق الدم، فيتجمّع في الساقين، إنما هناك حلول فعالة على المدى القصير والمتوسط للتخفيف من هذه الحالة والوقاية منها.

من جهة أخرى، من أين تأتي التشنجات الليلية في الساقين وأصابع القدم؟ وكيف يمكن معالجتها بطريقة سريعة وفعالة.

التحرك بانتظام

كل شيء يبدأ بعادة بسيطة: زيادة الحركة. يوضح الطبيب: "النشاط البدني المنتظم هو أول توصية، لأنه ينشط ما يسمى بمضخة العضلة الوريدية. فهذه العضلة، عن طريق الانقباض، تساعد على دفع الدم إلى الأعلى. لكن عند الخمول، تتعطل هذه الآلية، ويتباطأ دوران الدم.

في الحياة اليومية، يعني ذلك المشي كلما أمكن، التخلي عن المصعد، الوقوف من حين لآخر في المكتب، ممارسة الرياضة مثل السباحة، ركوب الدراجة أو حتى الجولف. هذه رياضات لطيفة تعزز الدورة الدموية من دون إجهاد المفاصل.

في المقابل، يجب تجنّب الأنشطة الثابتة المطولة أو المكثفة، مثل التجديف أو رفع الأثقال في وضعية الجلوس. يضيف الطبيب: "من الأفضل المشي 30 دقيقة يومياً على الركض مرة واحدة أسبوعياً. والأنسب هو ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة 45 إلى 50 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعياً".

الجوارب الضاغطة

تعمل الجوارب الضاغطة على الضغط بشكل تدريجي على الساق، من الأسفل إلى الأعلى، لتحفيز الدورة الدموية وتضييق الأوردة المتوسعة.

يقول الدكتور كريسان: هذا الضغط يحسّن من أداء الصمامات، ويقلل التورّم ويخفف الشعور بالثقل. إنها طريقة ميكانيكية لمساعدة الجسم على القيام بوظيفته. ويوصي الطبيب بارتدائها فور الاستيقاظ والاحتفاظ بها طوال اليوم، "هي أشبه بدواء يلبس".

أما عن الخوف من الحرارة، فيؤكد الطبيب أن هذه الفكرة قديمة: "باتت هناك أنواع رفيعة جداً مصمّمة لفصل الصيف، مصنوعة من ألياف طبيعية مثل الكتان والقطن. إنها أجهزة طبية فعّالة، وليست مجرد جوارب غير مريحة".

الماء البارد

الماء البارد له دور مهم. وفقاً للطبيب، يقوم الماء البارد على بتضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من توسع الأوردة، إن تأثيره فوري، وإن كان مؤقتاً.

ولتحقيق ذلك، يفضَّل توجيه الدش البارد أو أي تيار ماء بارد نحو الساقين من الأسفل إلى الأعلى، بدءاً من الكاحلين وصولاً إلى الفخذين. كما أن غمر القدمين في ماء بارد مهدئ ومفيد أيضاً. فالدمج بين الماء البارد، النشاط البدني المنتظم والجوارب الضاغطة، يوفر حماية فعالة ويخفف من الأعراض، حسبما يؤكّد الدكتور كريسان.

رفع الساقين

في المساء، لا سيما بعد يوم طويل من الوقوف أو الجلوس، من المفيد رفع الساقين باستخدام وسادة أو عبر رفع قاعدة السرير. تسهل هذه الخطوة تصريف الدم الراكد في الأطراف السفلية، كما يوضح الطبيب.

الحذر من بعض المعتقدات الخاطئة

يحذر الطبيب من بعض الحلول التي قد تبدو فعالة، لكنها تتطلب الانتباه. كحال التدليك، الذي قد يوفر راحة مؤقتة، بشرط أن يتم من قبل مختص. يقول: "يمكن التفكير في التدليك، لكن فقط إذا نفذ من قبل اختصاصي محترف، مثل معالج فيزيائي مختص في التصريف اللمفاوي. خلاف ذلك، قد يكون الضرر أكثر من الفائدة".

كذلك، الكريمات أو الجِل المبرّد أو الأعشاب التي يعتقد أنها تنشط الدورة الدموية، لا تعتبر حلولاً علاجية كاملة، فتأثيرها، إن وجد، يبقى طفيفاً جداً.

في ما يتعلق بالتغذية، تشير بعض النظريات إلى أن بعض أنواع الفواكه الحمراء الغنية بالفلافونويد مفيدة، لكن الأدلة العلمية لا تزال محدودة وغير كافية حتى الآن، لذلك لا يمكن مقارنتها بفعالية الضغط أو النشاط البدني.

من هن الأكثر عرضة؟

تشكّل بعض المهن بيئة خصبة لظهور هذه الاضطرابات، مثل الأعمال التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة أو الجلوس لفترات مطوّلة من دون حركة، كالممرضات، مصففات الشعر والمعلمات. يقول الطبيب: "في هذه الوظائف، الحركة قليلة أو غير فعّالة، ما يسهم بشكل مباشر في ركود الدم".

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب عدم تجاهل أي انزعاج دائم في الساقين، من ثقل مستمر، أو وخز، أو انتفاخ، كلّها إشارات تتطلب استشارة طبية، بخاصة إذا استمرت لفترة طويلة. يختم الدكتور كريسان: "حتى ظهور شعيرات دموية صغيرة ورفيعة يعد مؤشراً على بداية القصور الوريدي، وعندها، يجب مراجعة الطبيب فوراً".