لايف ستايل

لماذا نشعر بالتعب على الرغم من النوم طوال الليل؟

أوفيلي أوسترمان - مدام فيغارو

2-December-2022

لماذا نشعر بالتعب على الرغم من النوم طوال الليل؟

غالباً ما يكون السيناريو هو نفسه. من الاثنين إلى الجمعة، نحلم بالانزلاق تحت اللحاف من دون برمجة ساعة المنبه للنهوض باكراً في اليوم التالي، وذلك للتعويض عن قلة النوم المتراكمة خلال الأسبوع. ثم، في مساء يوم الجمعة ننام لمدة 10 ساعات ونصحو يوم السبت بعيون منتفخة، من دون طاقة وشعور بالإرهاق. لماذا؟

من الطبيعي أن نحتاج إلى بعض الوقت لبدء نهارنا. يقول Jacques Taillard، الباحث في جامعة بوردو إن هذا ما يسمى بالقصور الذاتي للنوم، وهي الفترة الانتقالية بين النوم والاستيقاظ، حيث يحتاج الجسم إلى حوالى 30 دقيقة ليصبح منتجاً مرة أخرى.

من ناحية أخرى، يحدث أن يستيقظ البعض بعد 9 ساعات من النوم مرتبكين تماماً. وهذا يسمى Sleep Drunkenness. يقول الباحث: "هذا السلوك هو جزء من علم أمراض نادر يصيب 1% من السكان والذي لا نعرف أسبابه بعد.




التعب المتراكم

هذا الشعور بالتعب بعد ليلة طويلة، يحدث في أغلب الأحيان في عطلات نهاية الأسبوع وفقا لـ Joëlle Adrien عالمة الأحياء العصبية والباحثة في Inserm. هناك أسباب عدة يمكن أن تفسر ذلك، منها أن معظم الناس (30٪ من السكان) لا ينامون جيداً خلال الأسبوع.، حيث تطلق أدمغتهم هرمون التوتر، على سبيل المثال، لمساعدتهم على التركيز. في عطلات نهاية الأسبوع، ينامون لفترة أطول من دون أي التزام مهني يجبرهم على النهوض باكراً. لهذا السبب نسترخي ونشعر بالإرهاق المخزن خلال الأيام الخمسة الماضية.

لكن المشكلة يمكن أن تكون أيضاً بسبب عدم توافق إيقاع الحياة والساعة البيولوجية. هناك آليتان تنظمان مدة النوم ونوعيته. واحدة تؤدي إلى النوم، والأخرى تدعو إلى الاستيقاظ. عندما تعمل هاتان الآليتان بشكل طبيعي، نستيقظ ويكون الجسم جاهزاً لبدء اليوم. أما إذا واصلنا النوم بينما يكون الجسم معتاداً على الاستيقاظ باكراً لمدة خمسة أيام، فسننهض متعبين لأن الجسم سيكون قد بدأ بالفعل بنشاطه. المبدأ نفسه عندما نجبر الجسم على النهوض أثناء برمجته على النوم".

يعتمد ذلك أيضاً على مرحلة النوم التي نستيقظ خلالها. ينقسم النوم بشكل كلاسيكي إلى أربع فترات: بداية النوم، النوم البطيء، بداية النوم العميق (يعتبر عموماً الأكثر أهمية، وهو الراحة التامة) ومرحلة Paradoxical sleep أي نوم حركة العين السريعة. وبالتالي "فإن عدم الاستيقاظ سيكون أقوى وسيستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير إذا استيقظنا أثناء النوم العميق"، كما يقول الباحث Jacques Taillard.

من الممكن أيضاً أن نكون مخطئين بشأن حالتنا. إذا تم علاج التعب عن طريق الراحة، وبعبارة أخرى أخذنا فترة حقيقية من الهدوء، يتم حل مشكلة قلة النوم بليلة مريحة. إذا بقينا تحت اللحاف لمدة 10 ساعات ولكن ساعات النوم هذه ليست ذات نوعية جيدة، فسيظل الاستيقاظ صعباً.


ما هي الحلول؟

في حالة وجود تناقض مع الساعة البيولوجية، يجب عدم إجبار أنفسنا على الذهاب إلى الفراش في وقت مبكر. إذا لم يكن الجسم مستعداً للخلود إلى النوم، فسيكون من المستحيل النوم، وسينتابنا الأرق لساعات طويلة. الحل الوحيد هو تحفيز الساعة البيولوجية خلال النهار، تقول Joëlle Adrien: "لا فائدة من قول "أنا متعبة لذلك لن أخرج اليوم". على العكس من ذلك، عليك أن تعرّضي نفسك للضوء الطبيعي للبقاء مستيقظة وممارسة الرياضة لتحصلي على نوم هانئ. كذلك ينصح عالم الأحياء العصبية بنتجنب تعريض أعيننا للضوء الأزرق للشاشات، فهي ترسل إشارة معاكسة إلى الجسم وتبقينا مستيقظين.

أخيراً، وفي حالة الحاجة الحقيقية للراحة، علينا أن نعطي أنفسنا فترة من الهدوء المطول للعودة إلى المسار الصحيح. أسلوب حياة جديد للتطبيق في نهاية هذا الأسبوع.