هل يمكننا تناول الخبز في كل وجبة؟

تناول الخبز على الفطور، قطعة منه للصلصة مع الطبق، مرافق للأجبان... بالنسبة لبعض الناس، يعد الخبز التقليدي غذاء رئيسياً على الطاولة وجزءاً لا يتجزأ من كل وجبة. ولكنه يحتوي على مكونات قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض، منها زيادة السعرات الحرارية، الملح الزائد، مصدر للانتفاخ... فهل الخبز يزيد الوزن لا سيما عند تناوله في كل وجبة؟ ومن أجل صحتنا، هل يجب تقليل استهلاكنا له؟

الانتباه إلى الكميّة

تطمئن الطبيبة وخبيرة التغذية Nina Cohen-Koubi بأنه من الخطأ التخلي عن تناول الخبز في وجباتنا. مثل الأرز والباستا والبقوليات، ينتمي الخبز إلى عائلة النشويات، وتقول: "يحتاج جسمنا إلى الخبز بقدر ما يحتاج إلى الخضار والبروتينات لتكوين طبق متوازن. هو جزء أساسي من حمية البحر الأبيض المتوسط المعروفة بفوائدها الصحية". يوفر الخبز، الغني بالحبوب، مصدراً هاماً للألياف المشبعة الضرورية لتنظيم البكتيريا الداخلية والحركة المعوية، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي تمنحنا الطاقة وتقوي مناعتنا.

في الواقع، المشكلة ليست في تناول الخبز في كل وجبة، بل في كمية ما نتناوله. تقول خبيرة التغذية: "إذا تناولنا كميات كبيرة، يمكن أن يزيد الخبز من الوزن، مثل أي طعام آخر. بشكل عام، أنصح بتحديد الكمية المناسبة لكل شخص حالما يشعر بالشبع. في الصباح على سبيل المثال، يمكن أن تتألف وجبة فطور صحية من شريحتي خبز مدهونتين بالقليل من الزبدة مع فاكهة وزبادي".

فيما يتعلق ببقية اليوم، في الغداء والعشاء، يجب أن نتذكر أن الخبز الذي نأكله يضاف إلى النشويات الأخرى التي نستهلكها طوال اليوم. تقول الطبيبة Nina Cohen-Koubi "إذا تناولنا الخبز مع وجبتنا، يجب أن نتجنب مرافقته بالباستا أو الكينوا أو الأرز".

اختيار الدقيق بعناية

نوعية الخبز المختار لها تأثير أيضاً. تنصح الطبيبة واختصاصية التغذية بعدم شراء منتج صناعي فائق المعالجة، مثل الخبز بالشرائح المصنوع في معظمه من طحين أبيض، وهو مكوّن من النشا - وبالتالي جزيئات الجلوكوز – والمواد المضافة. وفقاً لها، من الأفضل التوجه إلى المخبز لضمان الحصول على منتج عالي الجودة وخال من النكهات أو المكثفات.

بشكل عام، يفضل الخبز المصنوع من دقيق القمح شبه الكامل ودقيق القمح الكامل المتوافر في المخابز. "هذا الطحين أقل تكريراً من الطحين الأبيض وله مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض، ما يساهم في تباطؤ الشعور بالجوع بعد بضع ساعات".

ومع ذلك، تحذر الطبيبة وخبيرة التغذية بأن دقيق القمح الكامل يحتوي على المزيد من الألياف، ما يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في الحركة المعوية ويسبب بعض الإزعاج للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية. في هذه الحالة، يعتبر الخبز المصنوع من طحين الحنطة السوداء الخيار المثالي من حيث الطعم والهضم. تقول: "إنه طحين يحتوي على نسبة منخفضة من الجلوتين، وهو سهل الهضم وذو نكهة أقوى".

كتذكير، يعاني الأشخاص الذين لديهم حساسية للجلوتين، هذا البروتين الموجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار والصويا والحنطة السوداء، من أعراض متنوعة مثل الانتفاخ وآلام في البطن والإسهال. في هذه الحالة، تنصح الدكتورة Nina Cohen-Koubi باستهلاك المنتجات المصنوعة من طحين خالٍ من هذا البروتين (مثل الأرز، الذرة، الكستناء).