لايف ستايل
ما هو نظام باليو الغذائي؟ فوائده ومخاطره
تيفين هونيت - مدام فيغارو
22-May-2025

يدعو نظام باليو الغذائي إلى العودة إلى نمط تغذية أجدادنا في العصر الحجري كوسيلة لاستعادة الوزن المثالي وتحسين الصحة. لكن مع تراجع بعض أشهر مناصريه، مثل الممثلة غوينيث بالترو، عن اتباعه، تطرح تساؤلات حول جدواه الحقيقية.
من جهة أخرى، إليك النظام الغذائي المثالي للوقاية من الأمراض.
في أواخر أبريل، وخلال إحدى حلقات Podcast The Goop، اعترفت غوينيث بالترو قائلة: "سئمت منه". الممثلة الأميركية المعروفة بهوسها بأساليب العيش الصحية والتي لطالما دافعت عن نظام باليو، قررت التخلي عنه. ودّعت الحظر الصارم على الحبوب والنشويات ومشتقات الحليب، وقالت إنها عادت لتناول الخبز والمعكرونة والجبن، معترفة بأنها كانت صارمة أكثر من اللازم مع نفسها.
يقوم هذا النظام على فكرة أن جسم الإنسان مبرمج بيولوجياً لتناول الطعام كما كان يفعل الصيادون وجامعو الثمار قبل نحو 10 آلاف عام، ويستبعد كل ما هو مصنع أو معالج، من منتجات الألبان والحبوب والبقوليات إلى السكريات المضافة، أي أنه يعتمد على المكونات الخام والطبيعية. لكن، هل هذه العودة إلى الجذور فعلاً صحية؟ وهل يمكن الاستمرار بها في عصر الأغذية المصنّعة؟ للإجابة، تحدثنا إلى الطبيبة والباحثة ماري كريستين بوترون رولت Marie-Christine Boutron-Ruault، المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والتغذية، ومديرة الأبحاث الفخرية في معهد Inserm.
ما هو نظام باليو الغذائي؟
ظهر نظام باليو في الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي بفضل طبيب أمراض الجهاز الهضمي والتر لايل فوغتلين Walter Lyle Voegtlin، ثم ذاع صيته في العقد الأول من الألفية الثانية على يد الباحث الأميركي لورين كورداين Loren Cordain. فكرته الأساسية، العودة إلى طريقة تغذية أسلافنا قبل ظهور الزراعة، يعني ذلك الامتناع عن الحليب، الحبوب، البقوليات، السكر وكل ما هو مصنع، والاعتماد بدلاً من ذلك على اللحوم (خصوصاً البرية)، الأسماك (المصطادة بطريقة طبيعية)، البيض الموسمي، الخضروات غير المعالجة، التوت، الجذور والمكسرات.
لكن، وفقاً للدكتورة بوترون رولت، فإن الالتزام بهذا النموذج الصارم لم يعد ممكناً اليوم: "المنتجات الحيوانية والنباتية تغيّرت بشكل جذري منذ ذلك الحين. من المستحيل إعادة إنتاج هذا النمط من التغذية بدقّة".
فوائد نظام باليو الغذائي
يشترك نظام باليو مع أنظمة غذائية أخرى من حيث فوائده على الصحة:
- نظام باليو الغذائي يعتمد على مبدأ صحي مثبت، هو التقليل من الأغذية المعالجة لصالح المكونات الخام. في هذا السياق، يؤكد الأطباء فعاليته، وتقول الدكتورة بوترون رولت إن الاستغناء عن المنتجات المصنّعة فائقة المعالجة يعود دائماً بالنفع. وقد أثبتت دراسات برازيلية ترتكز على تصنيف NOVA الذي يقيس درجة معالجة الأغذية، وجود علاقة وثيقة بين التغذية الصناعية وارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السرطان واضطرابات التمثيل الغذائي.
- نظام باليو الغذائي هو نظام غير فاتح للشهية. تقول الطبيبة: "مع هذا النظام، نقلل من استخدام السكر والملح والصلصات، ما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المستهلكة، وبالتالي خسارة الوزن". وهذا الانخفاض في الوزن يسهم بدوره في تحسين مقاومة الإنسولين وتقليل مخاطر الأمراض القلبية. لكنها تؤكد أن هذه النتائج ليست حصرية لنظام باليو، إذ يمكن تحقيقها بأنظمة غذائية أخرى أيضاً.
- نظام باليو الغذائي يحسن الهضم. لكن الطبيبة تعتبر أن نظام Fodmaps الغذائي يوصي أيضاً بالاستغناء عن الأطعمة القابلة للتخمير مثل البقوليات وهو يساهم في تخفيف الانزعاج الهضمي، لكن فعاليته تختلف باختلاف حالة كل شخص.
مخاطر نظام باليو الغذائي
رغم فوائده، إلا أنّ نظام باليو لا يخلو من المخاطر الخفية، نستعرض أهمها:
- نقص الكالسيوم. تقول الطبيبة: "بإلغاء منتجات الألبان، نفقد أسهل وأغنى مصدر للكالسيوم"، ما يؤدي إلى مستويات متدنية جداً من هذا المعدن، وبالتالي يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور.
- الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، نتيجة محتواها من الحديد الهيمي وتأثيره الالتهابي على الأغشية المخاطية للأمعاء. تنصح الطبيبة بألا تتجاوز الكمية الأسبوعية من اللحوم الحمراء 500 غرام، واللحوم المعالجة 50 غراماً فقط، مع تفضيل الدواجن والأرانب. وتوصي أيضاً باختيار لحوم غنية بالأوميغا 3.
- أما بالنسبة للأسماك، فتقول الطبيبة إن الأسماك المتوفرة اليوم غالباً ما تأتي من المزارع أو من الأنواع التي تحتل المراتب الأخيرة في السلسلة الغذائية، ما يجعلها أكثر عرضة للمعادن الثقيلة والمبيدات. لذا، من الأفضل اختيار أسماك صغيرة الحجم من بداية السلسلة الغذائية مثل السردين والماكريل، لكونها أقل تلوثاً وأكثر غنى بالأوميغا 3.
هل ينبغي التخلي عن نظام باليو الغذائي؟
ليس بالضرورة، كما تؤكد الدكتورة بوترون رولت: "سواء كان الشخص مريضاً أو سليماً، من الأفضل دوماً استشارة متخصص تغذية قبل اتباع هذا النظام". وتحذر خصوصاً من الهوس الغذائي قائلة: "ما يقلقني مع هذا النظام، بخاصة عند الشباب، هو التحول نحو الأكل القهري تحت غطاء الصحة. فحين تتحوّل التغذية إلى هوس يقيّد حياتنا، يجب التوقّف وإعادة النظر".
في النهاية، لا حاجة للعودة إلى العصر الحجري كي نأكل جيداً. ما توصي به الطبيبة بسيط وفعّال: "مكونات طبيعية، موسمية، مطبوخة في المنزل، مع الحد من المنتجات المصنّعة". أي، ببساطة، تناول الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات والبروتينات الحيوانية ومشتقات الحليب.
قد يعجبك

عيادة : Medyed تجربة شاملة للعلاجات التجميلية والعافية
20-May-2025

كيفية التعامل مع الأب العنيد
19-May-2025
