لايف ستايل
القهوة بعد سن الأربعين تحمي من التقدّم في العمر
تيفين هونيت - مدام فيغارو
18-June-2025

سواء كنت ممن لا يمكنهنّ بدء اليوم من دون فنجان القهوة الصباحي، أو ممن يفضلن استراحة الساعة العاشرة والنصف مع رشفة من النكهة المفضّلة، أو ممن لا يكتفين بالإسبريسو بعد الغداء، بل يشربن أكثر من كوب خلال النهار… فأنتِ لست وحدك. عاشقات القهوة كثيرات، وهنّ اليوم على موعد مع خبر سار: هذا المشروب المحبوب قد يكون له دور فعّال في دعم الصحة مع التقدّم في العمر.
من جهة أخرى، هل يجب شرب القهوة قبل أخذ قيلولة للاستيقاظ بحيوية؟
هذا ما كشفته دراسة علمية شملت 47513 امرأة، عرضت نتائجها الأولية خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية للتغذية في أورلاندو، ونقلتها نيويورك تايمز. تشير النتائج إلى أن النساء اللواتي يداومن على شرب القهوة في الأربعينات والخمسينات من العمر، يكنّ أكثر حظاً في بلوغ السبعين وهنّ يتمتعن بصحة جسدية وعقلية جيدة، من دون الأمراض المزمنة أو الاضطرابات الإدراكية.
تأثيرات تدوم مع الوقت
في بيان صحفي نشرته الجمعية الأميركية للتغذية، أوضحت الدكتورة سارة مهدوي Sara Mahdavi، الباحثة في مجال التغذية والصحة العامة في جامعتي هارفارد وتورنتو، والمشرفة على هذه الدراسة، أن الدراسة أشارت إلى أن القهوة قد تساهم في مسار شيخوخة إيجابي من خلال الحفاظ على القدرات الذهنية والبدنية.
استند الباحثون في دراستهم إلى البيانات الطبية لآلاف الممرضات الأميركيات (دراسة صحة الممرضات)، التي بدأت عام 1976 وشملت المشاركات اللواتي تراوحت أعمارهنّ بين 30 و55 عاماً آنذاك. وكل أربع سنوات، كانت المشاركات يملأن استبيانات مفصلة تتعلق بنظامهنّ الغذائي، النشاط البدني، استهلاك التبغ والكحول، المستوى التعليمي، والحالة الصحية العامة.
من بين هذه البيانات، ركز الباحثون على مؤشر محدد: كمية ونوع الكافيين الذي تم استهلاكه بين سنّ 45 و60.
النتائج
من بين 3706 امرأة تجاوزن سنّ السبعين، تبيّن أن اللواتي استهلكن نحو 315 ملغ من الكافيين يومياً في منتصف العمر، أي ما يعادل ثلاث فناجين صغيرة من القهوة أو فنجاناً ونصف كبيراً، كنّ أكثر عرضة للشيخوخة الصحية مقارنة باللواتي شربن القليل من القهوة أو لم يشربنها إطلاقاً.
واللافت أن كل فنجان إضافي من القهوة كان مرتبطاً بزيادة تتراوح بين 2 إلى 5% في احتمالات الشيخوخة الصحية، حتى حدّ معين (خمسة فناجين في اليوم تقريباً كحد أقصى).
لكن من الضروري الإشارة إلى أن ليس كل المشروبات المحتوية على الكافيين تقدم الفوائد ذاتها. أظهرت الدراسة أن الشاي، وحتى القهوة منزوعة الكافيين، لا تقدم التأثير الإيجابي ذاته. أما المشروبات الغازية (مثل كوكاكولا أو بيبسي)، فهي مرتبطة بانخفاض في فرص الشيخوخة الصحية بنسبة تتراوح بين 20 و26% مع كل كوب يتم استهلاكه يومياً.
بعض المحاذير
فهل يعني ذلك أنه علينا الإسراع إلى احتساء القهوة؟ ليس بالضرورة. فالباحثون أوضحوا أن نتائج الدراسة أظهرت ارتباطاً وليس علاقة سببية مباشرة. كما أن الفوائد كانت متواضعة وتختلف من شخص إلى آخر، وفق عوامل عدة، منها الجينات ومدى تحمّل الفرد للكافيين.
بالنسبة لبعض النساء، قد تتوقف الفوائد أو حتى تنعكس سلباً عند استهلاك أكثر من فنجانين إلى ثلاثة يومياً. هذا فضلاً عن أن الإفراط في شرب القهوة قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، زيادة القلق، أو تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي.
تختتم الدكتورة مهدوي بقولها: "القهوة لا تعوّض عن ممارسة الرياضة، ولا عن النظام الغذائي المتوازن، أو الامتناع عن التدخين. لكنها، كجزء من أسلوب حياة صحي، يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً".
في الوقت الحالي، تبقى هذه النتائج الأولية مشجعة، وقد دفعت الباحثين إلى التعمق أكثر في دراسة التفاعل بين مركبات القهوة والجينات المرتبطة بالشيخوخة. أما الهدف طويل المدى، فهو فهم من هم الأشخاص الذين يستفيدون أكثر من غيرهم من هذا المشروب ولماذا.
قد يعجبك

FLEX STUDIO يفتتح أكبر أفرعه في واجهة ضبية البحرية
26-June-2025

كيف أعرف أنني أعاني من نقص الفيتامين د؟
26-June-2025
