لايف ستايل
هل يختار الذكاء الاصطناعي وجباتنا اليومية بأمان؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
10-September-2025
ماذا نأكل الليلة؟ هذا السؤال الذي حيّر الجميع ودفع كثيرين للتجول بلا هدف في ممرات السوبرماركت، أصبح اليوم أقرب إلى الماضي. يعود السبب لأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تشات جي بي تي ChatGPT، إذ باتت تعدنا بوضع قوائم طعام يومية وشهرية وحتى سنوية، بلمسة زر واحدة. يكفي أن نكتب مثلاً: "أعطني فكرة لوجبة صحية وسهلة التحضير"، حتى نحصل على مجموعة متنوعة من الوصفات.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمكن الاعتماد كلياً على AI لإعداد وجباتنا؟ وهل تستطيع هذه التقنية أن تضمن لنا وصفات صحية ولذيذة في الوقت نفسه؟
عودة الاهتمام بالمطبخ المنزلي
أولى المزايا، وفق المتخصصين، أنّ الذكاء الاصطناعي في المطبخ يشبه وجود مساعد طاه افتراضي متاح على مدار الساعة. تقول البروفيسورة ماري كريستين بوترون رولت Marie-Christine Boutron-Ruault، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي وباحثة في التغذية: "عندما يفتقر الشخص إلى المهارات الأساسية في الطهي أو لا يمتلك أي معرفة بالتغذية، يمكن لهذه الأدوات أن تكون مفيدة للغاية."
كذلك يوفّر الذكاء الاصطناعي AI الوقت في التسوّق وإعداد الطعام، كما يعرّفنا أحياناً على مكوّنات أو أطباق لم نكن نجرّبها من قبل. والأهم أنه قد يساهم في عودة الاهتمام بالمأكولات المنزلية والابتعاد عن الأطعمة المصنّعة، ما يشكّل حلقة إيجابية: فكلما اعتدنا استخدامه، كلما زاد اهتمامنا بالمطبخ، وأصبحنا أكثر استقلالية في إعداد وجباتنا.
تفاصيل لا يعرفها الذكاء الاصطناعي
لكن الحذر واجب. فالذكاء الاصطناعي لا يزال يفتقر إلى الدقة في جوانب أساسية. فهو غالباً لا يراعي موسمية المنتجات ولا الخصوصيات المحلية، ويتجاهل بعض التفاصيل الدقيقة التي يدركها الخبير فقط.
توضح البروفيسورة بوترون رولت ذلك بمثال: "عندما ينصح بتناول خبز القمح الكامل، لا يذكر أنّ القشرة الخارجية لحبوب القمح في هذا النوع من الخبز تحتوي على نسبة أكبر من المبيدات الحشرية، وبالتالي من الأفضل اختيار الأنواع العضوية."
لكن تكمن المشكلة الرئيسية في أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على المعطيات التي نزوده بها. فكلما زادت دقة المعلومات التي يقدمها المستخدم، مثل تفضيلاته الغذائية، ميزانيته، مهاراته في الطهي، وحتى تاريخه الطبي، كلما كانت الاقتراحات أكثر دقة وفائدة.
لكن معظم الأشخاص لا يقدمون هذه التفاصيل، فيحصلون على قوائم معقدة أو غير واقعية، ما قد يسبب الإحباط والقلق بدلاً من تسهيل حياتهم.
الحذر مع اضطرابات الأكل
هناك مخاطر أكثر خفاء، منها تعزيز هوس الأكل الصحي أو ما يعرف بـ"الأورثوركسيا". تقول بوترون رولت: "قد تقدّم أنظمة الذكاء الاصطناعي قواعد صارمة بلا مرونة، لتتحوّل إلى معتقدات غذائية خاطئة، ما يزيد من اضطرابات الأكل." كما أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى العنصر الإنساني، فهو لا يدرك التجارب الشخصية أو الصدمات العاطفية التي قد تكون وراء زيادة الوزن أو بعض العادات الغذائية، ولا يقدّم أي دعم نفسي أو تشجيع كما يفعل الطبيب أو اختصاصي التغذية.
الأطفال… حالة خاصة تتطلّب إشرافاً طبياً
تشدد بوترون رولت على أن استخدام الذكاء الاصطناعي لوضع قوائم غذائية للأطفال يحتاج إلى مزيد من الحذر، لأن احتياجاتهم تختلف عن البالغين. فالأخطاء الغذائية في هذه المرحلة قد تؤثر على نمو العظام أو تؤدي إلى مشاكل مثل الإصابة بالربو.
وبالمثل، يحتاج الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو السمنة، إلى استشارة طبية قبل الاعتماد على وصفات الذكاء الاصطناعي.
كيف نتعامل بذكاء مع الذكاء الاصطناعي؟
ترى بوترون رولت أن هذه الأدوات واعدة شرط استخدامها بوعي. فهي تقترح إدخال مصادر موثوقة في إعداد القوائم الغذائية، مثل التوصيات الرسمية الصادرة عن الوكالة الوطنية لسلامة الغذاء في فرنسا ANSES.
وتضيف نصيحة مهمة: "كلما زادت دقة المعلومات التي نزود بها الذكاء الاصطناعي، مثل العمر، الوزن، الطول، مستوى النشاط البدني، الوقت المتاح للطهي، والحالات الصحية الخاصة، كلما حصلنا على نتائج أكثر تخصيصاً." والأفضل، أن نأخذ القوائم المقترحة من الذكاء الاصطناعي ونعرضها على الطبيب أو اختصاصي التغذية للتأكد من صحتها وملاءمتها.
يمكنك الاطلاع أيضاً على: أبرز أخطاء الدايت الصحي وكيفية تجنّبها
لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام
فيديوهات المصممين العالميين والمشاهير على قناتنا على YouTube + video’s section
