لايف ستايل
حلول للتخلّص من الكسل المزمن واستعادة الحيوية اليومية
كارولين هاميل - مدام فبغارو
3-December-2025
إرهاق يطال الجميع
لا يقتصر الإرهاق على الشباب، إذ يعاني كثير من البالغين من "تعب المواعدة" بسبب كثرة الخيارات في تطبيقات التعارف. وحتى عالم الرفاهية يشهد تراجعاً في القيام بالشراء، وهو ما يسميه الخبراء "إرهاق الرفاهية" لوصف انخفاض مبيعات مجموعات كبيرة مثل LVMH وKering في الأسواق، حيث يشعر المستهلكون بالإرهاق من كثرة العروض والمنتجات.
يقول عالم النفس صامويل دوك Samuel Dock إن الإرهاق أصبح "مرض العصر"، إذ يدفع المجتمع الفرد إلى الأداء المستمر ويعرضه لفيض لا ينقطع من الأخبار والصور، ما يضعه في حالة يقظة مرهقة تستنزف طاقته. فمجرد معالجة هذا الكم من المعلومات، من دون حركة، يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة.
الركود… خطر صحي ونفسي
يضاف إلى ذلك انتشار عادات تزيد من الخمول: طلب كل شيء إلى المنزل، مشاهدة الأفلام على الأريكة بدل الذهاب إلى السينما، وتمضية وقت طويل داخل البيوت. هذا النمط يعزز السلوك الجسدي الساكن الذي قد يضر بالصحة إذا تحول إلى عادة يومية، ويجعل الفرد يجد صعوبة في إيجاد معنى لحياته. ويحذر دوك من أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى مجتمع جامد ومنغلق على ذاته.
الإبداع… طريق لاستعادة الطاقة
كيف يمكن استعادة الطاقة والحيوية؟ تقدّم التجارب الفنية جواباً مهماً. فالموسيقية نعومي غرين Naomi Green تقول إنها تخرج من كل لحظة إبداع بطاقة جديدة، وتشعر دائماً بتحسن بعد الحفلات الموسيقية مهما كانت حالتها قبل الصعود إلى المسرح.
الإبداع، بحسب المستشارة ليلي بونيه، هو القدرة على تحويل الأشياء أو رؤيتها من زاوية مختلفة أو ابتكار شيء جديد تماماً. وتؤكد أن الإبداع يفتح آفاق الفرد ويزيد تسامحه وقدرته على الإصغاء لنفسه وللآخرين، مما يعزز الشعور بالتحسن والراحة النفسية. ولهذا يبدو الإبداع كأنه مضاد اكتئاب طبيعي.
الانضباط… أساس الإبداع
لكن الحفاظ على هذا الإبداع يحتاج إلى انضباط يومي. هذا ما تؤكده الكاتبة أميلي نوتومب Amélie Nothomb، التي كشفت أنها تستيقظ يومياً عند الرابعة صباحاً للكتابة، رغم صعوبة الأمر. بالنسبة إليها، الانضباط لا يعني المعاناة بل هو طريقة للتعلّم والتطور.
ويشير صامويل دوك إلى أن الانضباط هو "استعادة للاندفاع الداخلي"، لأن الإبداع مثل العضلة يحتاج إلى تدريب ثابت، حتى لو لم ينتج الشخص عملاً فنياً في كل مرة، المهم هو الالتزام بالمشروع بانتظام.
المسار الإبداعي… بحث يفتح أبواباً جديدة
الرسّامة هيلينا سوبيراند Helena Soubeyrand تقول إن جلوسها أمام لوحتها يومياً يساعدها على تهدئة أفكارها التي تمنعها من الإنتاج. وتشاركها المحترفة كلير كوسنفروي Claire Cosnefroy هذا الرأي، إذ تزور محترفها يومياً حتى عندما لا تكون لديها مهمة واضحة، وتؤمن بـ "الثقة في المسار".
وتوضح هيلينا سوبيراند أنه حتى خطوة صغيرة يومياً نحو الهدف يمكن أن تقود في النهاية إلى نتائج حقيقية. ففي مساحات البحث والتجربة تولد أحياناً أعمال غير متوقعة، ومنها لوحتها الأخيرة التي لم تكن راضية عنها، لكنها حصلت على أفضل ردود فعل.
إيجاد الإيقاع الشخصي
لكل شخص "انضباطه الإبداعي" الذي يناسبه. الفنانة صوفي إستيف Sophie Estève مثلاً تلتزم بجدول يومي يبدأ عند العاشرة صباحاً، يتخلله مشي قصير خلال الظهيرة، ثم تعود للعمل حتى المساء.
وتشير ليلي بونيه Lili Bonnet إلى أن الجسد لا يكذب، وعلى كل فرد أن يجرب ليعرف ما يناسبه، مؤكدة أن الحركة، حتى من خلال المشي البسيط، تغذّي الإبداع.
أما عالم النفس صموئيل دوك، فيشدّد على أن الهدف ليس الإنجاز والأداء، بل إيجاد مساحة داخلية تمنح المتعة طريقة للاستمتاع بأفكارنا ومشاعرنا، وتعيد الهدوء للجهاز العصبي. وفي النهاية، يبقى أصعب ما في الأمر، هو النهوض من السرير.
يمكنك الاطلاع أيضاً على: 5 أطعمة تبعد عنك الشعور بالإرهاق وتمدّك ببشرة صحيّة ونضرة
لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام
فيديوهات المصممين العالميين والمشاهير على قناتنا على YouTube + video’s section
قد يعجبك
برنامج Collagen Fit الثوري لـشد الجسم
28-November-2025
أعمال من لبنان في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025
28-November-2025
