كيف نحفظ الكعكات المنزلية بأمان؟

نميل غالباً إلى الاعتقاد بأن الكعكات المنزلية آمنة بطبيعتها: تخرج ساخنة من الفرن، تملأ المطبخ برائحة شهية، وتبدو بعيدة عن أي خطر. لكن ما إن يمضي يومان تحت الغطاء حتى يبدأ الشكّ. فهل يمكن ترك قالب الكيك على حرارة الغرفة من دون قلق؟ وهل يجب دائماً وضع التارت في البراد فوراً إذا احتوت على القليل من الكريمة؟ وكيف نعرف أصلاً أن الكعكة لم تعد صالحة للأكل؟

للإجابة، تحدثنا إلى يان ديمارينياك Yann Demarigny، الباحث والأستاذ في علم الأحياء الدقيقة وتقنيات الأغذية في كلية الهندسة الزراعية والبيئية ISARA.

الرطوبة: العدو الأول للحفاظ على الكعكات

يبدأ الخبير بنصيحة عامة مهمة لكل أنواع الكعكات الجافة مثل السابليه والبسكويت المنزلي: "عندما نتركها على صحن من دون غلاف، فإنها تمتصّ الرطوبة من الهواء"، يوضح ديمارينياك. كلما ازدادت الرطوبة، كلما أصبحت المخبوزات أقلّ هشاشة وأكثر ليونة، وهي بيئة مثالية لنمو العفن. لذلك يجب دائماً حفظ المخبوزات في علبة محكمة الإغلاق.

يضيف الخبير أنه من الضروري انتظار الكعكة حتى تبرد تماماً قبل وضعها في العلبة: "لا ينبغي أبداً حفظها وهي ساخنة". فالبخار الناتج يسبب تكاثف الرطوبة، ما يعزز نمو الفطريات. ولهذا السبب تحديداً يقوم المصنّعون بتبريد منتجاتهم قبل تعبئتها.

الخبر الجيد هو أنّ الكعكات الجافة هي الأفضل من حيث مدة الحفظ، إذ تظهر اختبارات الخبير أن صلاحيتها قد تمتد بين ستة أشهر وسنة كاملة. المشكلة الوحيدة على المدى الطويل ليست البكتيريا، بل الأكسدة، ما يؤدي إلى نكهة كريهة ورائحة نفاذة وطعم يشبه الورق أو الصابون.

البرّاد… حسب درجة النضج

مسألة إدخال الكعكة إلى الثلاجة ليست دائماً بديهية. فهل يجب وضع أي كعكة تحتوي على بيض في البراد؟ الجواب: ليس دائماً. يقول الباحث: "الطهو الجيد يقضي على الخطر". فعند 180 درجة مئوية لمدة 20 إلى 30 دقيقة، لا يمكن للسالمونيلا أن تصمد. لذلك يمكن حفظ الكعكة الناضجة على حرارة الغرفة في علبة محكمة الإغلاق. لكنّه يحذر من استخدام البيض ذي القشرة المتسخة: "إذا لاحظتم بقايا روث على القشرة، وهي مسامية، تخلّصوا من البيض فوراً".

لكن هذه القاعدة لا تنطبق على الكعكات شبه الناضجة والكيك اللزج (fondant)، أو أي حلوى لم تصل إلى حرارة كافية. فهذه الحالات تحتاج إلى البراد. الأمر نفسه ينطبق على الكعكات التي تحتوي على كريمة، إذ إن الكريمة بيئة رطبة مثالية لنمو الميكروبات.

الفواكه والكريمة… حالات خاصة

بالنسبة للتارت بالفواكه، يعتمد الأمر على نوع الحشوة. الفواكه الحمراء، نظراً إلى ارتفاع نسبة حموضتها، محمية بطبيعتها نسبياً، كما يوضح الخبير. لكن إضافة الكريمة يغيّر كل المعادلة، لأنها تزيد الرطوبة وتخلق بيئة مناسبة جداً لنمو البكتيريا.

أما التارت السادة مثل تارت التفاح، فيمكن تركها على حرارة الغرفة ليوم واحد. لكن المشكلة هنا ليست صحيّة بقدر ما هي في الجودة: فكلما بقيت خارجاً، كلما أصبحت رطبة وفاقدة لقوامها.

ويشير الباحث إلى أن الكعكات المحشوة بالكريمة باتيسري أو الشانتيي هي الأكثر حساسية على الإطلاق. وفي هذه الحالة، يجب وضعها في الثلاجة مباشرة. يضيف: "هناك حلويات تعتبر حساسة مثل الفرايزه Fraisier، يجب استهلاكها خلال 24 ساعة مع حفظها في البراد".

النظافة والتنظيم… ضرورية بقدر التخزين

إذا قررنا وضع الكعكة في البراد، يجب أخذ أمر مهم في الاعتبار: بما أنّ هواء الثلاجة جاف، هذا الأمر يؤدي إلى جفاف الحلوى. لذلك ينصح الخبير بوضعها في وعاء محكم. كما يشدد على أهمية التنظيم داخل الثلاجة: "يجب تجنّب وضع الحلوى بجانب منتجات نيئة كاللحوم أو الخضروات المتسخة. الأفضل وضعها على الرف العلوي، لأنه الأكثر برودة ومخصص للأطعمة الحساسة".

لا يتعلق الأمر بالتخزين فقط، بل أيضاً بالنظافة أثناء التحضير. يقول ديمارينياك: "غسل اليدين ضرورة مطلقة". فالعديد من حالات التسمم الغذائي تأتي من إهمال هذه الخطوة. كذلك يجب تنظيف الأسطح، الأدوات، السكاكين، الخفاقات… لأن الجراثيم، سواء فموية، أو بكتيريا من اللحوم النيئة، قد تنتقل إلى العجين قبل وضعه في الفرن.

كيف نعرف أن الكعكة لم تعد صالحة؟

العفن الظاهر واضح. لكن ليس كل شيء يمكن اكتشافه بالرائحة أو الطعم. يقول الخبير: "بعض أنواع التلوث غير مرئية ولا يمكن شمها أو تذوقها".

لكن هل يعني ذلك أن قطعة من كعكة مشكوك فيها تستدعي الذهاب إلى الطوارئ؟ يجيب: "كلا. في أغلب الحالات ستتسبب فقط باضطرابات هضمية ومشاكل خفيفة". وحدهم الأشخاص الأكثر هشاشة، الأطفال، كبار السن، والحوامل، يجب أن يكونوا شديدي الحذر.

يمكنك الاطلاع أيضاً على: طريقة عمل كيك الشوكولاتة والبندق

لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام

فيديوهات المصممين العالميين والمشاهير على قناتنا على YouTube + video’s section