لايف ستايل
أشعر بألم في الثدي... هل عليّ مراجعة الطبيبة؟
تيفين هونيت - مدام فيغارو
15-October-2025

لا تخلطي بين الأسباب
هذه المخاوف تعرفها جيداً الدكتورة فلورانس ليدو، الطبيبة النسائية في قسم الثدي بمستشفى سان لويس في باريس. فهي تستقبل يومياً نساء قلقات من آلام في الثدي، وغالباً ما تطمئنهنّ. تقول: "تعتقد كثيرات أن الألم ناتج عن الثدي نفسه، بينما في الواقع يكون مصدره العضلة الصدرية خلفه".
إنّ حمل الحقيبة على الكتف نفسه يومياً، أو ممارسة تمرين رياضي قوي، أو حتى حمل الطفل طوال عطلة نهاية الأسبوع، قد يجعل العضلة الصدرية تبدو وكأنّ الألم يأتي من الثدي.
توضح الطبيبة: "أطلب من المريضة الانحناء قليلاً حتى تتقدّم الغدة الثديية إلى الأمام، ما يسمح لي بفحص العضلة وتحديد ما إذا كان الألم ناتجاً من جدار الصدر".
الأمر الآخر الذي قد يسبّب الألم هو الأعصاب. تقول الطبيبة: "في بعض الحالات، يكون السبب التهاباً في أحد الأعصاب بين الضلوع، أو ما يعرف بالألم العصبي الوربي، وهو قد يمتد إلى منطقة الثدي فيثير الالتباس". وهنا، لا يمكن التأكد إلا من خلال فحص طبي دقيق.
بالإضافة إلى ذلك، يجب عدم تجاهل العامل النفسي أيضاً. تشير الطبيبة إلى أن النساء اللواتي يعانين من القلق أكثر عرضة للشعور بآلام في الثدي، فكما هي الحال في آلام البطن، يمكن أن يعبّر الجسم عن التوتر في هذه المنطقة الحساسة.
ألم مرتبط بالدورة الشهرية
حين يكون الألم فعلاً مصدره الثدي، فإن السبب الأكثر شيوعاً يكون هرمونياً. توضح الدكتورة فلورانس ليدو: "في النصف الثاني من الدورة الشهرية، أي قبل الحيض، تشعر كثير من النساء بآلام في الثديين، ضمن أعراض متلازمة ما قبل الحيض، إذ يصبح الثدي مشدوداً، متورماً، وأحياناً مؤلماً عند اللمس".
يحدث ذلك عندما يرتفع معدل الإستروجين مقارنة بمستوى البروجسترون، أي ما يعرف بفرط الإستروجين النسبي. تضيف الطبيبة: "هذا الاضطراب شائع بين سنّ الأربعين والخمسين، أي مع اقتراب انقطاع الطمث، حيث تصبح الإباضة غير منتظمة وتتقلّب الهرمونات، فيتأثر الثدي بتلك التغيّرات".
كلّما كان الثدي أكثف... كان أكثر حساسية
بعض النساء يعانين بطبيعتهن من حساسية أكبر في الثديين، ليس بسبب الحجم، بل بسبب التركيبة النسيجية. تقول الطبيبة: "هناك نساء لديهنّ ثديان غنيان بالنسيج الغدّي، أي أكثر كثافة وغير متجانسين في الملمس"، ويعرف ذلك طبياً باسم الثدي الكيسي الليفي، وهو يجعل الثدي أكثر تفاعلاً مع التغيّرات الهرمونية.
تؤكد الطبيبة: "هذه الحالة شائعة وغير خطيرة، ولا تعدّ عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، لكنها قد تستدعي متابعة طبية في حال أصبحت الآلام مزعجة". كما أن زيادة الوزن السريعة قد تجعل الثدي أكثر حساسية، لأن الدهون تفرز بدورها بعض الهرمونات التي قد تخلّ بتوازن الجسم الهرموني وتؤدي إلى ظهور الألم.
الأدوية والعلاجات الهرمونية قد تكون السبب
في بعض الأحيان، تتفاقم آلام الثدي نتيجة تناول أدوية أو علاجات هرمونية. توضح الدكتورة ليدو: "بعض أنواع حبوب منع الحمل، أو علاجات الهرمونات البديلة التي تستخدم خلال انقطاع الطمث، يمكن أن تسبب هذه الآلام، خصوصاً تلك التي تحتوي على جرعات عالية من الإستروجين". تضيف: "كذلك الأمر بالنسبة لبعض أدوية معالجة حبّ الشباب أو العلاجات الهرمونية المستمرة لعلاج بطانة الرحم". وتشدد على ضرورة إبلاغ الطبيبة في حال ظهور هذه الأعراض أثناء العلاج، ليتم تعديل الجرعات أو تبديل الدواء عند الحاجة.
وتنبه الطبيبة أيضاً إلى بعض المكمّلات الغذائية التي تحتوي على مكوّنات مثل فول الصويا أو المريمية، الغنية بالفيتوإستروجين، وهي مواد تشبه عمل هرمونات الاستروجين، وقد تسبب بدورها آلاماً في الثديين.
هل يمكن أن يكون سرطاناً؟
عندما نشعر بألم في الصدر، يتبادر فوراً إلى ذهننا سرطان الثدي، لكن الدكتورة ليدو تطمئن: "ألم الثدي نادراً ما يكون مؤشراً على السرطان. في معظم الحالات، سرطان الثدي لا يسبب ألماً". ومع ذلك، تحذر من تجاهل أي تغيّر غير معتاد، فتقول: "إذا ظهرت كتلة مؤلمة في أحد الثديين، أو لاحظتِ أي تغيّر في الشكل أو الملمس، يجب استشارة الطبيبة فوراً".
أما بالنسبة للفحص الشعاعي (الماموغرام)، فتوصي الطبيبة بإجرائه كل عامين بعد سنّ الخمسين، أو باكراً في حال وجود عوامل خطر. الهدف ليس القلق، بل الاطمئنان.
في ما يخص الفحص الذاتي للثدي، توضح الطبيبة أنه "ليس ضرورياً لجميع النساء، لأن الثدي يصعب فحصه بدقة، وغالباً ما تخطئ النساء في التقدير أو يقلقن من دون سبب". ومع ذلك، تنصح من ترغب بإجرائه أن تقوم به في نهاية الدورة الشهرية حين يكون الثدي أكثر ليونة.
خطوات بسيطة لتخفيف الألم
إلى جانب المتابعة الطبية المنتظمة، مرة سنوياً على الأقل، هناك وسائل سهلة لتخفيف الألم اليومي.
أولها: الدعم الجيد. تقول الدكتورة ليدو: "ارتداء حمالة صدر رياضية مريحة، حتى أثناء النوم، يمكن أن يخفف كثيراً من آلام ما قبل الطمث لأنها تمنح الثدي دعماً ثابتاً". وتشبه ذلك بارتداء الجوارب الضاغطة للساقين: "الدعم يقلل الانتفاخ".
كذلك إن التدليك الخفيف للثدي قد يساعد على التخفيف من الألم جسدياً ونفسياً في آن واحد. ومع ذلك، تذكّري دائماً: إذا كان الألم غير معتاد، أو مستمراً، أو متركّزاً في منطقة محددة، من الأفضل مراجعة الطبيبة وعدم تجاهله.
يمكنك الاطلاع أيضاً على: علامات سرطان الثدي
لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام
فيديوهات المصممين العالميين والمشاهير على قناتنا على YouTube + video’s section
قد يعجبك

أعراض نسائية لا يجب على المرأة تجاهلها أبداً
9-October-2025

لماذا لا يجب وضع الطعام في الفريزر عند انتهاء صلاحيته؟
8-October-2025
