لايف ستايل
هل يساعد تناول الجوز مساءً على تحسين جودة النوم؟
لويز جينيس - مدام فيغارو
29-October-2025
هل يمكن أن يكون سرّ النوم الهانئ في قبضة صغيرة من الجوز؟ إلى جانب فوائده المعروفة لصحة القلب من خلال خفض الكوليسترول، وللدماغ من خلال تعزيز الذاكرة، يبدو أن هذا النوع من المكسرات قد يلعب دوراً في تحسين النوم وإنتاج الطاقة. هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة أجرتها جامعة برشلونة ونشرت في مجلة Food & Function في سبتمبر 2025.
انطلقت الدراسة من فرضية مفادها أن تناول الجوز بانتظام قد يساعد الجسم على إفراز المزيد من الميلاتونين، وهو الهرمون المنظّم لدورة النوم. وأظهرت النتائج أن تناول 40 غراماً من الجوز يومياً قد يحسّن نوعية النوم ويخفف من الشعور بالنعاس خلال النهار لدى الشباب الأصحّاء، ما يمنح الأمل لكثير من الذين يعانون من الأرق. فما الذي يجعل الجوز بهذه الفائدة؟ وهل علينا زيادة الكمية التي نتناولها لتحسين نومنا بشكل ملحوظ؟
المغنيسيوم والتريبتوفان وأوميغا 3
من المعروف أن النظام الغذائي يؤثر في جودة النوم، إلا أن الدراسات التي تناولت دور الجوز تحديداً لا تزال محدودة. توضح الدكتورة نينا كوهين كوبي، طبيبة التغذية وعلم النفس الجسدي في باريس، قائلة: "النوم والطاقة يعتمدان - من بين عوامل أخرى - على وجود المغنيسيوم والسيروتونين في الدماغ. والجوز يحتوي على المغنيسيوم وعلى التريبتوفان، وهو حمض أميني أساسي يشارك في العديد من التفاعلات البيوكيميائية في الجسم، منها إنتاج السيروتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم المزاج ودورة النوم واليقظة".
وبفضل غناه بالمغنيسيوم، يتمتع الجوز بخصائص مرخية للعضلات والأعصاب، ما يساهم في تحسين ظروف النوم بشكل غير مباشر. كما يحتوي أيضاً على أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تساعد في تنظيم المزاج والنوم.
لا معجزات في الأمر
كل هذه المعطيات تجعل من الجوز حليفاً مثالياً، لكن لا بد من الحذر من الاستنتاجات المتسرعة. فطريقة تناوله تؤثر كثيراً في فعاليته. تقول الخبيرة: "لكي يتحوّل التريبتوفان إلى سيروتونين في الدماغ بشكل أفضل، يجب تناول الجوز مع كربوهيدرات معقّدة مثل المعكرونة أو الأرز أو الكينوا أو الشوفان. من دون ذلك، لن يكون له تأثير يذكر". وتضيف أن تأثير أوميغا 3 النباتي الموجود في الجوز محدود لأن الجسم لا يمتصه بكفاءة عالية.
كما تحذّر من الإفراط في استهلاكه: "الإكثار من الجوز يرفع نسبة الدهون والسعرات الحرارية بشكل كبير، ولا ينصح بتناوله بكميات كبيرة قبل النوم لأنه قد يسبّب اضطرابات في الهضم".
النوم الجيد لا يعتمد على الجوز فقط
من المهم تذكّر أن تحسين جودة النوم لا يقتصر على الطعام. تنصح الطبيبة بإضافة عادات يومية مريحة مثل تمارين التنفس والتأمل، أو جلسات التدليك التي تعزز إفراز الأوكسيتوسين، هرمون الهدوء والراحة.
أما لمن يبحث عن طاقة ونشاط في الصباح، فالوصفة معروفة منذ زمن: نظام غذائي متوازن وحركة بدنية منتظمة. تؤكد الدكتورة كوهين كوبي أنّ النشاط الجسدي يحسّن المزاج ويساعد في محاربة الاكتئاب. لذلك، يبقى الجوز مكمّلاً مفيداً لنمط حياة صحي، شرط استهلاكه باعتدال.
لمشاهدة أجمل صور الموضة والجمال والمشاهير، زوري صفحتنا على انستغرام
