لايف ستايل
هل يمكن الامتناع عن الغلوتين من دون أن نعاني من حساسية تجاهه؟
أوفيليا أوسترمان - مدام فيغارو
5-June-2025

بدافع البحث عن راحة هضمية أكبر أو اعتقاداً بأنّ الغلوتين مضرّ، يلجأ بعضنا إلى استبعاده من النظام الغذائي، مع العلم أنّه بروتين موجود في القمح والجاودار والشعير. فهناك من يتوقف عن تناول الغلوتين للتخلّص من الشعور بالانتفاخ أو عدم الارتياح، وآخرون يعتقدون بأنّه مضرّ بالصحة فيقررون الامتناع عنه تماماً، فيما يتبع البعض هذا الاتجاه ببساطة لأنه أصبح شائعاً ومتوافقاً مع موجة غذائية رائجة، رغم أنّه لا يعاني أي منهم من حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك. فهل التوقّف عن الغلوتين من دون سبب طبي يحمل أي فائدة؟ وهل قد تكون له آثار سلبية على الصحّة؟
في السياق نفسه، كيف تعرف إذا يجب التوقف عن تناول الغلوتين أو اللاكتوز؟
لا فائدة تذكر
الغلوتين بحد ذاته ليس ضرورياً لعمل الجسم بشكل سليم. فهو مجرّد بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار، يمكننا الاستغناء عنه، إذ إنّ تركيبته متوافرة في بروتينات أخرى. يعلّق البروفسور ستيفان شنايدر Stéphane Schneider، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة نيس وأستاذ التغذية في جامعة كوت دازور: "أظهرت الدراسات أنّ متوسّط العمر لدى مرضى السيلياك الذين يمتنعون تماماً عن الغلوتين، مماثل لغيرهم من الأشخاص الذين لا يعانون من حساسية الغلوتين".
لكن مع ذلك، يشدّد الطبيب على أن الأشخاص الذين تبيّن نتائج فحوصات الدم (الخاصة بقياس الأجسام المضادة) أنّهم مصابون بالحساسية تجاه الغلوتين، هم وحدهم من يجب أن يمتنعوا عنه بشكل تام وبوصفة طبية. "في غياب سبب طبي واضح، فإنّ التوقف عن تناوله لا يقدّم أي منفعة"، يضيف البروفسور شنايدر.
تقليل الاستهلاك بدلاً من الامتناع الكامل
لكن ماذا عن الأشخاص غير المصابين الذين يشعرون براحة هضمية أفضل عند التوقّف عن الغلوتين؟ "ربما يعانون بما يُعرف بالحساسية غير السيلياكية"، يوضح الطبيب. وفي هذه الحالة، لا بد أولاً من استشارة طبيب يستبعد احتمال الإصابة بمرض السيلياك. وإذا تأكد غياب المرض، ينصح عندها بمراجعة اختصاصي تغذية لا لحذف الغلوتين كلياً، بل لتقليل استهلاك الحبوب التي تحتوي عليه.
فبعكس مرض السيلياك، لا تتطلّب الحساسية غير السيلياكية الامتناع التام مدى الحياة، بل فقط تعديل النظام الغذائي لتقليل وتيرة استهلاك الغلوتين. ويحذّر الطبيب من المخاطر: "الامتناع الكامل من دون استشارة قد يؤدي إلى اختلال في التوازن الغذائي، ونقص في الألياف والفيتامينات A وB والمعادن". ويضيف: "علينا ألا ننسى أيضاً أنّ المنتجات الخالية من الغلوتين المتوفرة في الأسواق غالباً ما تكون مرتفعة الثمن وفائقة المعالجة، ما يجعلها ضارة بالصحة".
نصائح عملية لتقليل الغلوتين
إذا أردنا خفض الكمية اليومية من الغلوتين، يمكننا مثلاً اختيار أنواع خبز تحتوي على نسب أقل من الغلوتين كخبز القمح الصغير، كما أشارت اختصاصية التغذية هانا بن سمهون Hanna Bensemhoun . وأوصت أنه من المفضل تحضير عجينة الفطائر في المنزل بدلاً من شرائها جاهزة، إذ يمكن استخدام أنواع متعددة من الطحين كطحين الكينوا أو الكستناء.
من المفيد أيضاً معرفة أنّ الغلوتين الموجود في المعكرونة عادة ما يكون أسهل للهضم مقارنة بالغلوتين الموجود في الخبز.
القمح الحديث مقابل القمح القديم
في السياق نفسه، أشارت اختصاصية الجهاز الهضمي الدكتورة مارتين كوتينات Martine Cotinat إلى أن بعض الأشخاص يعتقدون بأنهم يعانون من حساسية تجاه الغلوتين، بينما في الواقع هم يتحسّسون من القمح الحديث. وأوضحت: "لقد تغيّر القمح على مرّ الزمن وأصبح خاضعاً لتحوّلات صناعية عديدة، ما جعل الغلوتين فيه مختلفاً عما كان في الحبوب القديمة، وأقل تقبلاً من قبل الجسم".
قد يعجبك

اللوز أم الجوز: أيهما أكثر فائدة لصحة القلب والمناعة؟
4-June-2025

Artists and More تُطلق مبادرة «Lebanon 2030 Experience» مشروع ترفيهي بقيمة 20 مليون دولار
3-June-2025
